Site icon IMLebanon

حالة ريفي الى عكار!

 

 

ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة “الديار” ان وزير العدل اللواء أشرف ريفي اوعز بفتح مكتب له في عكار ليشكل نقطة انطلاق لحركته السياسية المنسقة مع النائب خالد الضاهر ومع سياسيين لم يعلن عنهم بعد. وانه بصدد الترتيب لزيارات وجولات في منطقة عكار تستهدف لملمة صفوف المتمردين والمتململين من تيار المستقبل، الغاضبين جراء الصرف التعسفي لهم من مكاتب التيار، وان هؤلاء بادروا الى تنظيم عدة اعتصامات كان ابرزها الاعتصام الذي واجهوا به احمد الحريري عندما زار عكار مؤخرا بقطع الطريق عند دوار العبدة. ولعب النائب خالد الضاهر دورا في دفع هؤلاء الشباب الى الاعتصام والاعتراض ورفع الصوت للمطالبة بحقوقهم.

وقد ظهر ان ازمة الرئيس سعد الحريري في عكار آخذة في التصاعد نتيجة اوضاع مالية وشح الخدمات وبعد حجم الوعود بالمشاريع التي لم تنفذ.ولفتت المصادر الى ان المكتب السياسي الذي افتتحه ريفي في عكار بدأ باستدعاء مخاتير ورؤساء بلديات، ممن يحسبون على تيار المستقبل وشكلوا سندا له في المناسبات العديدة منذ سنوات.

وبدأ مسؤولو المكتب خطابهم عالي النبرة باتجاه الحريري وتياره معتبرين ان الحريري نكث بالوعود التي اغدقها على العكاريين وشملت نقمة هؤلاء نواب المستقبل وانهم لم يقدموا لعكار شيئا يذكر. بل ان بعض النواب استفاد من موقعه الرسمي لمصالحه الخاصة ولمصالح المقربين منه دون ان تستفيد المنطقة من مشروع انمائي عام.

وقال مصدر عكاري ان جولة واحدة من محلة العبدة الى حلبا كافية لابراز حجم الاهمال المصابة به عكار بل وحجم اللامبالاة، حيث تعتري الفوضى من العبدة الى حلبا مع رداءة الطريق العام وهو الشريان الرئيسي لعكار، متسائلا “كم مرة اجتاز احمد الحريري هذا الطريق؟” بل الاهم من ذلك ألم يجتز نواب المستقبل هذا الطريق يوميا؟ ولم تستوقفهم هذه الفوضى العارمة التي توحي بانطباع سيء عن مدى الحرمان الذي تعيشه عكار؟

هذا من ناحية… ومن ناحية ثانية فان الحالة الريفية ووفق توجيهات بدأت تستثمر هذا الحرمان الموصوف في عكار وتستثمر الوعود المستقبلية لصالحها. وبدأت تلامس وجع العكاريين من حيث الحرمان والاهمال وغياب المساعدات فتطلق هذه الحالة وعودا قيد التنفيذ قبل موعد الاستحقاق الانتخابي، حيث لوحظ ان وتيرة التنسيق بين ريفي والضاهر تتفاعل على الساحة العكارية بهدف استقطاب القاعدة المستقبلية. وبدأت باستقطاب المفاتيح الانتخابية.

في ظل ذلك بدا تيار المستقبل ان ازمته لا تقتصر على منافسة ريفي في عقر دار التيار بل ان الازمة ستأخذ حجما اكبر حين يلاحظ الحريري ان اعداد الطامحين الى خوض الانتخابات النيابية ترتفع وان الخيارات ستكون صعبة، خاصة ان المنافسة على مقاعد السنة تشكل ابرز المعضلات التي سيواجهها الحريري، لا سيما ان الطامحين الى مقعد نيابي هم من الاثرياء، المتمولين جدا، والذين سيقدمون خدماتهم المالية لتغطية المعركة الانتخابية، واذا ما وجدوا لهم مكانا على لائحة الحريري سيعرفون كيف يبتزونه بالانضمام الى لائحة ريفي ـ ضاهر.

هذه الحالة التي تعيشها عكار تدفع بالحريري الى اتخاذ قرار سريع او قبيل موعد الاستحقاق لاستيعاب ريفي وضاهر؟ هل سيقدم تنازلات للمبادرة والاتصال بهما واستدعائهما الى بيت الوسط والوقوف على خاطرهما؟ ام ان جهات خارجية ستلعب دورها في ترميم العلاقة بين الحريري من جهة وريفي والضاهر من جهة ثانية؟ الاجابة على هذه التساؤلات برسم الايام المقبلة.