أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي “اننا لن نوفر جهدا في سبيل إنماء طرابلس، وان ما انتجته صناديق الإقتراع في الإنتخابات الأخيرة سيشكل دافعا يضاف إلى واجبنا الوطني والأخلاقي للعمل الدؤوب والسعي المتواصل لأجل تحقيق الصالح العام، وليكن معروفا للجميع أن بلدية طرابلس لن تكون حكرا على أحد، فأبوابها مفتوحة لكل الطرابلسيين ويدنا ممدودة لكل من يعمل لخير هذه المدينة”.
ريفي، وفي كلمة خلال رعايته المؤتمر الذي نظمته اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس وشبكة سلامة المباني، بعنوان “المخطط التوجيهي العام ودور البلديات”، قال: “يسعدني أن أكون اليوم بين نخبة من أصحاب الإختصاص والمعنيين بإنماء مدينة طرابلس التي ذاقت طعم الحرمان على مدى سنوات طوال، وعانت الأمرين من هول المواجهات المسلحة التي فرضت عليها رغما عنها، فطرابلس لم تكن يوما إلا رمزا للسلام والمحبة وعنوانا للعيش المشترك، ولقاؤنا اليوم ليس سوى حلقة في مسلسل النهضة التي قرر أبناء طرابلس إطلاقه لانتشال المدينة من الواقع المرير الذي تعيشه ولوضعها مجددا على خارطة المدن اللبنانية والعربية نموا وتطورا وحضورا”.
وتابع: “طرابلس تجمع بين عظمة التاريخ وحلم المستقبل، حلم لن نسمح بأن يبقى عابر سبيل في مخيلة أبنائنا، بل سيتحول بفضل أمثالكم إلى واقع ملموس يتلاءم وطموح أبناء هذه المدينة المتمسكين دوما بالحياة والرافضين دوما للظلامية واليأس والاستسلام. إن أي نهضة حقيقية تنموية للمدينة يجب أن تبدأ بوضع مخطط توجيهي لها يرمي إلى تحديد الرؤية المستقبلية للمدينة ومؤشرات النمو في شتى القطاعات، وهو ما سيمكن المعنيين من استشراف ملامح المرحلة المقبلة وحاجاتها، فتتكشف لهم طبيعة المشاريع التنموية المطلوبة، ولكي تؤتي هذه الخطوات ثمارها يجب أن تستند على دراسة معمقة لواقع المدينة الإجتماعي والإقتصادي والديموغرافي، كما تتطلب كشفا حسيا للبنى التحتية فيها ووضع خرائط وجمع معلومات وتحليلها وغير ذلك من الخطوات اللازمة التي ستكون دون شك محور نقاش علمي وبناء في جلسات هذا المؤتمر”.
ورأى أن “هذا اللقاء وما سينتج عنه من توصيات ونتائج يشكل خطوة إلى الأمام ومنطلقا إن شاء الله لمسيرة تعاون بين بلدية طرابلس التي نالت شرف ثقة أهلها، وبين نقابة المهندسين وكل المعنيين في إدارات الدولة والمؤسسات الخاصة الحريصين على إنصاف هذه المدينة، وأنا على ثقة بأن زمن تهميش طرابلس قد ولى إلى غير رجعة وأن قطار التنمية والنهضة قد سلك مساره الطبيعي ولن يتمكن أحد من ثنينا عن المضي قدما لكي نحقق آمال أهلنا في طرابلس”.
وتوجه إلى أهل طرابلس: “كونوا على ثقه أننا لن نوفر جهدا في سبيل إنماء المدينة وأن ما انتجته صناديق الإقتراع في الإنتخابات الأخيرة سيشكل دافعا يضاف إلى واجبنا الوطني والأخلاقي للعمل الدؤوب والسعي المتواصل لأجل تحقيق الصالح العام، وليكن معروفا للجميع أن بلدية طرابلس لن تكون حكرا على أحد، فأبوابها مفتوحة لكل الطرابلسيين ويدنا ممدودة لكل من يعمل لخير هذه المدينة، فلطرابلس علينا حق وواجب ولأهلها علينا دين”.
وختم: “لا يخفى على أحد منكم الواقع الإقتصادي الصعب الذي يعيشه الوطن بفعل عدم الاستقرار الذي يرخي بثقله على المنطقة، ولا شك أن تلهي البعض عن مسؤولياتهم الوطنية وإنصرافهم وتفرغهم لمصالحهم الشخصية أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من حال الجمود الإقتصادي الذي ارتد سلبا على الإنماء وعطل عجلة الحركة الإقتصادية وأوقع الناس في ضيقة مالية أصابتهم في معيشتهم، لكن النضال الحقيقي لا يقف عند حواجز الدنيا ومتاعبها بل يجتاز بإرادة الشعوب كل المعوقات ليلاقي القدر الذي في نهاية المطاف سيستجيب حتما، فالتاريخ أثبت غير مرة أنه إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”.