IMLebanon

جعجع يكشف كلاماً إيرانياً جديداً!

samir-geagea

حذر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع من أن فشل مبادرة زعيم كتلة “المستقبل” سعد الحريري المتوقعة لانتخاب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية “ستجعل لبنان أمام احتمالات رهيبة لا أريد التفكير فيها”، مؤكدا أن الحريري “جاد وجدي” في مبادرته، لكنه يحتاج إلى بعض الوقت لبناء الثقة مع عون وإقناع جمهوره بانتخابه بعد كل ما مرت به العلاقة بين الطرفين.

وأكد جعجع في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” أنه مقتنع بأن “حزب الله” لا يريد عون رئيسا للجمهورية، كما لا يريد غيره، فهو يفضل الفراغ لأن دولة ضعيفة تعني أن الحزب سيكون قويا، والعكس صحيح، كاشفا عن أن دبلوماسيين غربيين زاروا طهران مؤخرا سمعوا كلاما مفاده ألا ضرورة ملحة الآن لانتخاب رئيس جديد للبنان. ورأى أن “ممارسات إيران في لبنان تشكل معضلة كبيرة ونتيجتها أنه لا يوجد جمهورية تقوم كما يجب بوجود القرار الاستراتيجي خارجها، والقرار الاستراتيجي عند (حزب الله).. من خلال أخذ جزء من الشعب اللبناني وتمويله بشكل مستمر وتسليحه باتجاه آخر أبعد من الكيان والدستور والوجود اللبناني، مما خلق مشكلة لبنانية لا يعرف حلها إلا الله”.

ورأى أن سعي إيران لدور إقليمي قد يكون مشروعا لو كانت تسعى له بما تسمح به الأعراف والسياسات الدولية والعلاقات بين الدول وليس خارج الأطر الموجودة. واعتبر أن إيران تستثمر في الفوضى اللبنانية، مشيرا إلى أن نتائج التدخل الإيراني أن لبنان في أزمة مستمرة منذ 25 سنة، خصوصا آخر 11 سنة.

ولا يرى جعجع في تحالف عون مع “حزب الله” ما يضير، مراهنا على ما يبدو على “المسافة” التي يحتفظ بها عون عن الحزب، وعلى ماضيه باعتباره كان خصما للحزب والنظام السوري وكان “رأس الحربة” في إقرار مشروع قانون “محاسبة سوريا” في الكونغرس الأميركي في عام 2004.

واكد رئيس حزب “القوّات” انه كليا ضد موضوع السلة، وقال: هذا الموضوع مطروح منذ 11 سنة وليس موضوعا جديدا، وطرح تباعا على طاولة حوار منعقدة منذ 10 سنوات كقانون الانتخاب، والاستراتيجية الدفاعية، ومواضيع مشابهة. وفي كل جلسات الحوار التي حصلت لم تؤد إلى أي تفاهم بأي موضوع منها، فهل يجوز اليوم قبل الانتخابات الرئاسية متوقعة بعد 3 أسابيع أن نعود لنفتح موضوع السلة، وبالتالي لا أدري إذا كان هذا المطلب عمليا أو نوعا من طرح لتأخير الاندفاعة الحالية باتجاه الوصول إلى انتخابات رئاسية. بكافة الأحوال الكلام بين الأفرقاء وبناء ثقة وتفاهمات عادية هذا شيء طبيعي أما أكثر من ذلك فلا يكون طرحا واقعيا عمليا.

عن الحكومة المقبلة ودور القوّات بها وأن للقوات حقيبة سيادية دفاع أو داخلية، اعتبر جعجع ان “القوّات” يقع الظلم عليها منذ 25 سنة إلى اليوم بحكم الأمر العسكري الأمني الذي كان مفروضا بعهد الوصاية (السورية) وهل يجوز أن يستمر بالوقت الحاضر؟ وأعتقد أن أكثر حزب جمهوري (نسبة للجمهورية) في الوقت الحاضر، هو حزب القوات اللبنانية، وأعتقد أن تمثيله الشعبي من أكثر الأحزاب تمثيلا. ومن ناحية الفساد وإدارة الدولة هو من الأحزاب القليلة جدا بالدولة التي لا يوجد أي شعرة تمس هذا المجال، بالتالي طبعا أقله يجب أن يشارك حزب القوات كما تشارك الأحزاب الكبيرة في أي حكومة من الحكومات، وليس لأحد الحق في أن يضع فيتو على أحد. نحن لسنا متمسكين بشيء محدد، بل بأن يكون تمثيلنا مثلنا، ومثل غيرنا مع حبة مسك انطلاقا من مسارنا والعوامل التي ذكرتها.

وعن طرح”حزب الله” نفسه حاميا للأقليات والمسيحيين في المنطقة، اوضح الدكتور جعجع: لا نريد أن نتعبه. نحن لسنا أقلية بالمنطقة بل منسجمون تماما بوجودنا فيها، والقصة ليست قصة أعداد. نحن لسنا أقلية أبدا، بل مندمجون بقضايا المنطقة وبأمورها وبقضايا شعوبها من موقعنا كمسيحيين، ومن طريقة تفكيرنا. هذا المنطق غير مقبول، موقفنا من الأزمة السورية ليس من هذا المنطلق بل من منطلقات أخرى واضحة جدا.

ورأى أن مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية “خطأ تاريخي وليس استراتيجيا، يحمل لبنان جزءا من نتيجته منذ 4 سنوات”، وقال: “للأسف الطائفة الشيعية بلبنان وغيره سوف تتحمل نتائجه على مدى الأجيال القادمة، لأنني لا أتصور أن الناس تنسى بسهولة”.