تدرس وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خيارات تنفيذ ضربات محدودة سرية في سوريا٬ لا تحرج الرئيس باراك أوباما٬ وذلك بموازاة عقد عدة أجهزة أمنية أميركية من وكالة الاستخبارات المركزية ومسؤولي الأمن القومي والخارجية والدفاع اجتماعات مستمرة منذ أسابيع للنظر في الخيارات لمعالجة الأزمة المتصاعدة في حلب واحتمال القيام بضربات عسكرية محدودة ضد النظام السوري.
وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والبيت الأبيض لـ”الشرق الأوسط” إن الخيارات العسكرية المطروحة أمام الولايات المتحدة في سوريا٬ تشمل قصف مدارج للقوات الجوية للنظام السوري باستخدام صواريخ كروز وصواريخ يتم إطلاقها من طائرات التحالف والسفن الأميركية في البحر المتوسط. وتسربت أخبار أن تلك الضربات ستتم سًرا ومن دون اعتراف أميركي علني بها.
في غضون ذلك٬ طالبت الولايات المتحدة بالتحقيق مع النظام السوري وحليفته روسيا حول “جرائم حرب” في حلب. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت في واشنطن كان مخصصاً لبحث الوضع في المدينة٬ طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري “بتحقيق ملائم في (حصول) جرائم حرب”. قائلاً إن “من يرتكبون (ذلك) ينبغي تحميلهم مسؤولية أفعالهم. هذا الأمر ليس مجرد حادث. إنه استراتيجية محددة الهدف لترهيب المدنيين وجميع من يقف في وجه (تحقيق) أغراضهم العسكرية”.
لكن موسكو٬ هددت باستخدام الفيتو٬ إذ قال سفير روسيا فيتالي تشوركين للصحافيين عندما سألوه إن كان سيلجأ إلى الفيتو “لا يمكن أن أرى كيف يمكن أن ندع هذا القرار يمر”.
في المقابل٬ اشترطت روسيا أمس خروج مقاتلي “فتح الشام” من مدينة حلب٬ لقاء دعم مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن وقف لإطلاق النار في المدينة٬ حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: “إذا غادرت جبهة النصرة مع كل أسلحتها في اتجاه إدلب حيث تتمركز قواتها الأساسية٬ سنكون مستعدين لدعم هذه المقاربة ومستعدين أيضا لدعوة الحكومة (النظام) السورية إلى الموافقة عليها”.