IMLebanon

علاقة “حزب الله” بحلفائه تحكمها مصالحه الإقليمية والدولية

frangieh-aoun-nasrallah

 

ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” الأزمة الرئاسية المتمادية منذ أكثر من سنتين ونصف السنة وما نشأ عنها من خلافات داخل “الفريق الواحد” شغلت “حزب الله” المنهمك أصلا في قتاله إلى جانب النظام السوري في سوريا منذ عام 2012 من دون أنُ تحرجه مع حلفائه٬ وذلك بعدما أتقن عملية إدارة الصراعات فيما بينهم بما يخدم مصالحه الاستراتيجية.

وعلى الرغم من خروج نائب الحزب نواف الموسوي أخيرا للتمني على رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الشروع في حوار مباشر وجدي من شأنه أن ينتج تفاهما بينهما٬ فإن تتابع الأحداث وبالتحديد بعد المستجدات الأخيرة التي طرأت على الملف الرئاسي جراء الحراك الأخير لرئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري٬ يوحي بأن للحزب أصلا مصلحة بإبقاء الأمور على ما هي عليه. وبالتالي الاكتفاء بمشاهدة بري يعيق وصول عون

إلى سدة الرئاسة.

حسب علي الأمين٬ الباحث السياسي والمعارض الشيعي البارز لـ”حزب الله” فإن الحزب “لم يكن يوماُمحرجا أمام حلفائه وخصوصا بالملف الرئاسي بعكس ما

يتم الترويج له٬ من منطلق أنه يتعاطى أصلا مع الملف كقضية هامشية غير أساسية٬ لأّنه خلاف ذلك كان يمارس ضغوطا مباشرة للتأثير بالمنحى الذي تسلكه الأمور لتأمين مصالحه الاستراتيجية.

وتابع أن “تمادي بري في مواقفه الأخيرة من موضوع ترشيح عون “ما كان ليحصل لو أنه لم يكن مقتنعا بأن انتخاب رئيس جديد ليس أولوية لـ”حزب الله”. وأضاف الأمين “أصلا الحزب لا يبحث لا عن حليف أو عن خصم في لبنان لترتيب الوضع الداخلي إنما عن شريك إقليمي٬ لأّنه غير قادر وحده على تحمل

أعباء الإمساك بالسلطة كاملة٬ وبالتالي بالعلاقات الخارجية والقضايا المالية وعلاقة لبنان بمحيطه العربي وغيرها”، مشيرا إلى أن الحزب ومن خلفه إيران بحاجة لطرف إقليمي تعقد معه صفقة بشروطها إلا أن أحدا لا إقليميا ولا دوليا مستعد للسير بصفقة مماثلة لا مصلحة له فيها أو أقله تخدم الحزب أكثر مما تخدمه.

جدير بالذكر أن ” حزب الله” في لبنان له أكثر من “حليف” يؤمن له مصلحة معينة٬ ولعل بري أبرز حلفائه٬ فهو  بحسب مصادر مطلعة يحتل المركز الأول على لائحة ترتيب الحلفاء من منطلق أن العلاقة معه استراتيجية لجهة الحفاظ على تماسك المجتمع الشيعي في لبنان٬ إضافة لكون بري يؤمن له الوجه الجميل بالتعاطي الديبلوماسي وبخاصة مع العالم الغربي.

ويحتل عون المرتبة الثانية في اللائحة المذكورة، وهو من جهته٬ يؤمن لـ”حزب الله” الغطاء المسيحي الذي يتمسك به لتبييض صورته أمام المجتمع الدولي. ووفق الأمين٬ فإن زعيم “التيار” عملًيا حليف أساسي للحزب كونه وّفر لوضعيته غير القانونية المتعارضة مع فكرة الدولة غطاًء مسيحًيا كان ولا يزال يحتاجه الحزب٬ علما بأنه وفي السنوات الأخيرة اتضح تماما مدى حجم سلطة الحزب التي لم يعد خصومه يستطيعون الخروج منها فكيف الحلفاء.

وأضاف الأمين “إذا راقبنا حركة تيار المستقبل٬ وباقي أفرقاء 14 آذار٬ اتضح لنا تماما أّنهم اتخذواُمرغمين٬ حتى ولو كانوا ما زالوا يرفضون الإقرار بذلك٬ خيار التسليم لسلطة الحزب بكل أوضاعها غير القانونية٬ إن كان لجهة امتلاك السلاح أو القتال في سوريا أو السلطة الأمنية في الداخل المطلقة اليد.

هذا٬ ولقد ترّدت العلاقة بين معظم حلفاء الحزب الذين كانوا ينضوون ضمن فريق 8 آذار خاصة مع احتدام الصراع الرئاسي٬ وبالتحديد٬ بين عون وبّري من جهة وبين عون ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية من جهة أخرى. وحًقا٬ لم يبذل الحزب أي جهدُ يذكر لتقليص رقعة الخلاف بينهم واكتفى بمشاهدة تطور وتفاقم الصراع بينهم.

وفي هذا السياق٬ اعتبر علي الأمين أن “حزب الله” اختار بالتكتيك التمسك بترشيح عون للرئاسة ولم يسر بترشيح فرنجية لاقتناعه بأن مصلحته مع عون تبقى أكبر من مصلحته مع فرنجية لأن الأول يمتلك حيثية مسيحية أكبر بكثير من فرنجية. وأضاف: “أصلا موقف الحزب هذا لم يدفع بفرنجية للخروج من مظلة الحزب الإيرانية لأن لا مظلة له إقليمية سواها حالًيا. مع العلم بأن الحزب قادر أصلا على إرضاء كل حلفائه بوسائل مختلفة نتيجة سطوته الكاملة على البلد٬ وبالتالي لن يكون مضطرا للاختيار بين هذا الحليف أو ذاك.