ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بصورٍ أظهرت ممارسات مستغربة تزامناً مع ذكرى عاشوراء التي تحييها الطائفة الشيعية. فقد تفاجأ زوار مؤسسة كهرباء لبنان في مار مخايل بيافطات واعلام كبيرة في مدخل المؤسسة كتب عليها عبارات كـ”حسين يا شهيد كربلاء” وغيرها. صحيح ان رفع شعارات دينية في مؤسسات عامة موجود على نطاق واسع في لبنان لكن أن نرفع رايات طائفية او دينية في مؤسسات الدولة فهذا بحسب القانون مرفوض.
تزامنا، انتشرت صور ايضاً من على اعلى صخرة الروشة في بيروت حيث تم استبدال العلم اللبناني المرفوع هناك بالراية السوداء المكتوب عليها “يا حسين” من قبل عدد من الشبان في تجسيد غريب للتحكم بهذا المرفق… فلمَ نزع العلم اللبناني من هذا المعلم الوطني والسياحي الهام ومن اعطى الإذن لهؤلاء للقيام بذلك؟
كل ذلك وسط تدوينات من نشطاء وسكان عن تجول شبان بأعلام سوداء، في ساحل المتن الشمالي وفي الأسواق التجارية في الجديدة وسد البوشرية والدورة وبرج حمود والزلقا، رافعين أناشيد دينية ورايات سوداء! لا شك ان احترام الطوائف والعادات والتقاليد والاديان السماوية واجب على الجميع، لكن قول مونتسكيو الشهير “تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين” يجب التوقف عنده، ما يحتّم ايضاً الالتزام بالقوانين والانظمة وعدم اللجوء للاستفزاز خصوصا في ظل احتقان طائفي ومذهبي وتأكيد نظرية ان ثمة مواطنين درجة اولى في لبنان وآخرون بدرجات دنيا.