Site icon IMLebanon

الحريري لن يفرض أمراً واقعاً على.. بري

 

 

 

كتب عماد مرمل في صحيفة “السفير”:  

برغم الأهمية الاستثنائية التي تكتسبها جلسة 31 تشرين الأول الرئاسية، على وقع الحراك الداخلي والخارجي للرئيس سعد الحريري، لا يبدو مصير هذه الجلسة واضح المعالم حتى الآن، وليس معروفاً بعد ما إذا كانت ستلد رئيساً للجمهورية أم لا.

كل شيء يبدو معلقاً على «الجملة السحرية» التي ينتظر العماد ميشال عون سماعها رسمياً من الحريري الذي يتهيب الانتقال من ضفة الى أخرى، خصوصاً أن وضعه لا يسمح له بارتكاب أي خطأ في الحسابات، أخذاً في الاعتبار ما أصابه بعد إقدامه على خطوة ترشيح سليمان فرنجية قبل نحو سنة.

وفي انتظار إعلان الحريري ترشيحه الرسمي لـ «الجنرال»، يتأرجح موعد 31 تشرين الاول بين سيناريوهين متعارضين: الاول، يستبعد انتخاب رئيس الجمهورية، لأن الوقت الفاصل عنه لا يسمح بخوض كل «التصفيات التمهيدية»، بدءا من حسم الحريري موقفه، وصولاً الى ترتيب الامور مع الرئيس نبيه بري والنائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وباقي القوى مثل طلال إرسلان و «القومي» و «البعث».

أما السيناريو الآخر، فيرجح أن يُنتخب عون رئيساً في 31 تشرين، بفعل قوة الزخم التي أنتجها تحوّل الحريري وتحركه في كل الاتجاهات، وتناغم عون معه، لا سيما أن «الجنرال» الذي مدد «فترة السماح» للمفاوضات السياسية لا يستطيع أن يطيل أمد الجلوس في قاعة الانتظار، حيث أمضى فيها قرابة سنتين ونصف السنة من «الإقامة الجبرية». وهناك من يعتقد أن تجاوز موعد نهاية الشهر سيهدد بإضاعة الفرصة المحلية الضيقة وخصوصا أن تطورات الحرب المتسارعة في كل من سوريا واليمن قد تهدد الفرصة الرئاسية في لبنان وتصعّب العثور على مفتاح القصر وسط كومة الخراب والدمار التي تتخبط فيها المنطقة.

ولعل مجزرة صنعاء مثال حي على طبيعة المخاطر التي تحدق بمحاولة لبننة الاستحقاق الرئاسي و «تهريبه» عبر أقنية محلية، وبالتالي فإن أي تحول درامي في مسار أحداث المنطقة، المتفلتة من قواعد الجاذبية، قد ينعكس سلبا على لبنان ويعيد خلط الأوراق، الأمر الذي يفسر رغبة البعض في المسارعة بالتقاط الفرصة المستجدة رئاسيا قبل أن تهب عليها الرياح الإقليمية الحارة.

وفيما تشخص انظار البرتقاليين نحو الحريري، تعرب مصادر مطلعة في «تيار المستقبل» عن اعتقادها بأن جلسة الانتخاب المقبلة لن تحمل عون الى قصر بعبدا، لافتة الانتباه الى أن الجلسة اللاحقة قد تكون هي الحاسمة.

وتشير المصادر الى أن الحريري يحتاج الى بعض الوقت قبل أن يستكمل جهوزيته للاستدارة الكاملة من ترشيح فرنجية الى ترشيح عون، كما أن إقناع بري بالتجاوب مع خيار «الجنرال» يتطلب جهدا سواء من عون شخصياً أو من «حزب الله»، علماً أن رئيس المجلس يستعد لسفر قريب الى جنيف للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ما يعني، وفق المصادر، أن المهلة الفاصلة عن 31 تشرين الاول لن تكون كافية لتجهيز المسرح الرئاسي أمام عون.

وتؤكد مصادر «المستقبل» أن الحريري ليس بوارد فرض أمر واقع على بري، من قبيل مساهمته في تأمين أكثرية نيابية لانتخاب عون ومن ثم حشر رئيس المجلس في الزاوية الضيقة، مشيرة الى أن الحريري حريص على التناغم مع بري، سواء في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة او تشريع الضرورة.

وترى المصادر أن جزءا أساسيا من أسباب تمهل الحريري في الإعلان الرسمي ترشيح عون يكمن في تفهمه لموقف بري ورغبته في أن تتم معالجته، قبل أن يجاهر علناً بتأييد «الجنرال».

وتستبعد المصادر أن ينال الحريري موافقة سعودية صريحة على انتخاب عون، لافتة الانتباه الى أن الغموض المتعمد أو الموقف الرمادي للرياض يكفي الحريري في ظل الظروف الحالية، كي يمتلك شجاعة الاستدارة في اتجاه «الجنرال».

وترى المصادر أن سلوك السعودية حيال الانفتاح المستجد للحريري على ترشيح عون، إنما يشبه حال عائلة ليست موافقة على العروس التي اختارها ابنها، فتسعى الى أن تتم مراسم الزواج من دون عرس.

وفي إطار سعيه الى تسويق خيار عون قبل اعتماده رسمياً، عُلم أن الحريري يتجه لعقد اجتماعات منفصلة وجانبية مع مجموعات صغرى أو أفراد من نواب «كتلة المستقبل» لكي يشرح لهم حيثيات قراره المرتقب، عن قرب.