Site icon IMLebanon

“التيار” يجول على الحلفاء: نسعى لتفاهمات وطنية

 

 

 

كتب ايلي الفرزلي في صحيفة “السفير”:

صار انتخاب العماد ميشال عون رئيساً في 31 تشرين الأول وراء ظهر العونيين. كلهم يتعاملون مع الأمر على أنه يقين، تماماً كما يسلّمون بأنّ الرئيس سعد الحريري، لن يتأخر في إعلان ترشيحه الرسمي لـ «الجنرال».

وفي انتظار الموقف المفصلي الذي يفترضون، «بحسب النقاشات الثنائية»، أنه سيعلن قبل 16 الجاري، يركزون حالياً على إنجاح احتفالهم بذكرى 13 تشرين. ذلك الاحتفال، الذي يريدونه «احتفالاً بالميثاقية».

أي تأخير في إعلان الحريري، لن يؤدي إلى كسر العونيين للجرة. أمامهم 15 يوماً أخرى حتى موعد جلسة الانتخاب ـ الفرصة الأخيرة للحل. وإذا حصل ما ليس متوقعاً منهم، فإن الاحتفال بذكرى 13 تشرين، سيصرف بوصفه محطة اختبار لمستوى التعبئة «على طريق النضال».

قبل الانتقال إلى الشارع للاحتفال بالمناسبة الأكثر حضوراً في وجدان العونيين، كان «تكتل التغيير» يركز على رسالة واحدة، في اجتماعه الأسبوعي أو في الجولة التي أجراها رئيس «التيار» الوزير جبران باسيل على بعض الحلفاء: طمأنة الجميع إلى أن أي تفاهم مع أي فريق لا يمكن أن يؤخذ سوى بوصفه تفاهماً وطنياً يهدف إلى تعزيز مسيرة الدولة، لا المحاصصة أو الصفقة.

أما الرسالة الفعلية، فقد قالها عون في اجتماع «التكتل»: جلسة 31 تشرين الأول هي الفرصة الأخيرة، إما أصبح رئيساً… أو لا جلسة.

ولأنه من المبكر الحديث عن «اللا رئيس»، فإن العونيين يركزون كل جهودهم على وصول قائدهم إلى القصر الجمهوري، معتبرين أن «الحل لأزمة لبنان والنظام الذي نعيشه وتوقف العمل النيابي والحكومي هو الميثاق والشراكة الوطنية. وهذا ليس تنازلا، لأن من يحترم الدستور والميثاق يكبر ولا يتنازل»، كما قال النائب إبراهيم كنعان بعد اجتماع «التكتل» في الرابية، أمس.

أما بالنسبة للجولة السياسية التي بدأها «التيار الحر» أمس، فقد شملت في المرحلة الأولى النائب طلال ارسلان وقيادتي «القومي» و «الطاشناق»، سعياً إلى أن «نجمع كل البلد ونوضح الصورة التي لدينا ونسمع الآراء والتخوفات التي يمكن الشعور بها والتي تصيبنا»، كما قال باسيل، بعد لقائه ارسلان على رأس وفد ضم النواب عباس هاشم وحكمت ديب وناجي غاريوس.

وقال باسيل «إننا أمام مفترق طرق، فإما التوافق أو المجهول، ولم يعد باستطاعة أحد تحمّل تداعيات التعطيل، وسنرد على محاولات التخريب بمزيد من العمل الداخلي لتحصين اي اتفاق».

أما ارسلان، فأيد التقارب بين الحريري وميشال عون، معلناً أنه «إذا أقدم الحريري على ترشيحه فستكون لنا لقاءات مكثفة، وخصوصا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لنكون صفا واحدا». وشدد على أنه «يجب ألا يتلهى بعضنا ببعض لأن الآتي على البلد أصعب من الذي مر، والمطلوب تحصين البلد».

وفي مقر «القومي»، التقى وفد «التيار»، المؤلف من باسيل والوزير الياس بو صعب والنائبين نبيل نقولا وأمل أبو زيد، رئيس الحزب علي قانصو، بحضور النائب أسعد حردان. ورد باسيل على «شائعات وأخبار غير حقيقية ولا تمت الى الحقيقة بأي صلة عن أوراق مكتوبة وصفقات، وكأنه مكتوب للبنانيين الا يتفاهموا إلا على تقاسم موارد البلد والدولة».

وقال إن «اليوم لدينا فرصة لبناء الدولة على أساس الشراكة الصحيحة، ونحن معنيون بشراكة بلا استبعاد، والمبدأ هو التفاهم مع أحد لا على حساب أحد، وهذه الفرصة نحن معنيون بتأكيدها».

بدوره، أشار قانصو إلى أنه «لا شك لدينا في أن انتخاب رئيس أمر لا يتقدم عليه أمر آخر، وهو شرط لانتظام عمل المؤسسات وبناء الدولة، ونريده اليوم قبل الغد لأن اوضاعنا لا تحتمل إطالة أمد الشغور، ولا شك أيضاً في أن الوقت بات داهما لوضع قانون جديد للانتخابات النيابية، الامر الذي يتطلب الإسراع في التفاهم على قانون جديد ما دام الجميع يرفض التمديد وقانون الستين».

ختام الجولة كان من عند «الطاشناق»، حيث التقى وفد «التيار» النائب آغوب بقرادونيان، وقال باسيل إثر اللقاء «عندما نقوم بتفاهمات وطنية كبيرة نحمي جميع المكونات ونحمي بعضنا ونحافظ على بعضنا، وما يساق عكس ذلك غير صحيح».

أما بقرادونيان، فقال «هذه الزيارة كانت مناسبة لنضع النقاط على الحروف وندرس الموضوع بعمق أكبر».