Site icon IMLebanon

هل “السيد” يائس من الحل السوري؟

 

 

كتب سامي كليب في صحيفة “السفير”:

ليس سهلاً على من يقبع تحت الدمار ويواجه القتل اليومي وبحور الدماء والدموع أن يسمع السيد حسن نصرالله يقول أمس إن المشهد في المنطقة هو لـ «التوتر والتصعيد والمواجهات». للأسف هذه هي الحقيقة. ما قاله «السيد» يرجّع صدى ما يكرره أيضا الرئيس السوري بشار الأسد، وتردده القيادتان الروسية والإيرانية. هم جميعا يدركون أن الحرب شرسة وطويلة لأن المطلوب منها لم ينته بعد.

هي صورة سوداوية تلف المنطقة من العراق الى اليمن فسوريا وليبيا وفلسطين. وما أشار اليه نصرالله يمكن تفصيله بالآتي:

÷ ان التخلي عن «النصرة» مستحيل لأنها عصب القتال ضد الجيش السوري و «حزب الله» وايران وروسيا. أوباما كاد يوافق على التخلي عن «النصرة» لأنه كان يأمل ثمنا سياسيا كبيرا يتعلق بمستقبل الرئيس الأسد وتعديل التركيبة الديموغرافية والمذهبية للنظام والدولة.

÷ كانت الإدارة الاميركية تريد إنجازا أمنيا وإعلاميا كبيرا قبل رحيلها بمساعدة روسيا. لكن التصلب الروسي حوّل الرغبات الأميركية الى العراق وتحديدا الى الموصل ومحيطها بدل الرقة.

÷ يراد لمعركة الموصل أن تحقق أهدافا ثلاثة: أولاً، ضمان انتصار عسكري أميركي يفيد الديموقراطيين في الانتخابات. ثانيا، إرضاء تركيا والدول العربية السنية (اردوغان لا يزال يقرأ الموصل من باب التاريخ العثماني). وثالثا، نقل وظيفة الإرهاب «الداعشي» و «القاعدي» من العراق الى سوريا لمضاعفة استنزاف روسيا ومحور المقاومة في الحرب الطويلة.

لو تخلت أميركا عن عصب المسلحين في سوريا بلا ثمن باهظ، يعني أن الحرب انتهت بانتصار محور المقاومة وروسيا. هذا ممنوع بعد انبعاث الحرب الباردة بين أميركا وروسيا. وممنوع إسرائيليا، وممنوع من قبل الدول التي صارت تعتبر ايران أخطر من إسرائيل. فكيف لا يكون المشهد لـ «التصعيد والتوتر والمواجهات»؟

قال «السيد» إن محور المقاومة «يتطلع الى الحل السياسي وليس الى مزيد من سفك الدماء». المشكلة أن كل طرف يريد حلا يناسبه هو من دون تقديم أي تنازل. هذه معركة محاور، وكل تنازل فيها يعني خسارة الحرب. فليستمر القتال اذاً.

السؤال هو الآتي: هل السيد نصرالله يائس فعلا من الحل السياسي، أم أنه يدفع بالإنذار الى أقصاه قبل «المعركة الأخيرة» في شرق حلب؟

الشيء الأكيد أن الجحافل التي ستنزل الى الشوارع، اليوم، بذكرى عاشوراء، ستكون مقياس القدرة على «الصمود» الذي دعا اليه «السيد»، والأكيد أيضا أن نصرالله أراد من خطابه في ذكرى دينية وجدانية تاريخية مهمة تأكيد الدعم المطلق للرئيس الأسد والجيش السوري.