استذكرت اللجنة الإعلاميّة في المجلس الأعلى لـ”التيّار الوطني الحر” مجزرة ١٣ تشرين في الذكرى السادسة والعشرين.
المجلس الأعلى، وفي بيان، قال: “في الذكرى السادسة والعشرين لقيام جيش الإحتلال الأسدي باجتياح آخر معقل للحريّة في لبنان صبيحة الثالث عشر من تشرين الأوّل ١٩٩٠، وارتكابه أفظع المجازر بحق عسكريّي الجيش اللبناني والمدنيّين العزَّل، ينحني المجلس إجلالاً أمام الدماء الزكيّة والأرواح الطاهرة التي زُهقت صباح ذاك اليوم المشؤوم. كما يحيّي المجلس البطولات التاريخية والملاحم التي سطّرها الشهداء الأبرار من ضباط وجنود المؤسسة العسكرية في دفاعهم غير المتكافئ عن سيادة الوطن وكرامة شعبه بعدما تخلّت القيادة عنهم وتباطأت بإعلان وقف إطلاق النار من السفارة الفرنسية”.
واستهجن المجلس الإستغلال السنوي الرخيص الذي يقوم به التيار العوني في ذكرى مجزرة ١٣ تشرين خصوصاً وأنه أعطى صكّ براءة للمجرم في دمشق وطالب اللبنانيين علناً بالإعتذار منه. كما يرى في دعوة التيار الوقحة للنزول إلى الشارع بغية تحقيق ماَرب سياسية أنانية ضيقة بهذه المناسبة الأليمة إستفزازاً سافراً لمشاعر أهالي وذوي الشهداء. وبالتّالي فإنّ المجلس يهيب بكافّة شرفاء الوطن مقاطعة أي تحرّك يدعو إليه التيار العوني إحتراماً منهم للدماء الزكية، ولكي لا يكونوا شهود زور على مشاركة القاتل في ذكرى ضحيّته خصوصاً وأن ولاء التيار بات بشكل تام
للنظام الأسدي عينه المسؤول عن العديد من المجازر والإغتيالات في لبنان.
واضاف: “لقد أثبتت الأحداث المتتالية منذ عام ١٩٨٨ وحتى يومنا هذا أنّ المصلحة الشخصيّة والأنانيّة والعائلية هي فوق كلّ اعتبار لدى من كان يتحفنا بالخطابات الديماغوجية والوعود الرّنّانة من على مسرح “قصر الشّعب” عن بناء الدولة ورفض السلاح خارج إطار الدولة والتي اتضح زيفها مع التحالف اللاحق مع الميليشيات التابعة لإيران بهدف الوصول إلى السلطة، والتخلّي السافر عن تضحيات شهداء ١٣ تشرين والتنكّر للمعتقلين في أقبية نظام الأسد”.
وكرّر المجلس دعوته إلى فتح تحقيق شفاف في ظروف ووقائع تخلّي قائد الجيش الأسبق النائب ميشال عون عن مسؤوليّاته العسكريّة والسياسيّة مع بدء الإجتياح العسكري السوري للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرته وتقاعسه عن تبليغ ضبّاطه وجنوده بقرار التسليم ووقف إطلاق النّار ما أدّى إلى وقوع مجازر في صفوف هؤلاء وتصفيتهم بشكل مخالف لقوانين الحرب الدولية المرعيّة الإجراء، في ظل مسارعته إلى الفرار إلى السفارة الفرنسية بعد أن إغداقه الوعود التلفزيونية بالبقاء في مركز قيادته حتى اَخر لحظة والمحاربة حتى النصر. كما يطالب المجلس الحكومة اللبنانيّة والمنظّمات الإنسانيّة بتكثيف الجهود للكشف عن مصير مئات المعتقلين والمخفيّين اللبنانيّين قسراً في أقبية الأسد وتحريك هذه القضيّة المزمنة في كافة المحافل الدوليّة.
وعاهد المجلس أرواح الشهداء الأبرار البقاء في الخطّ الوطني السيادي الذي استشهدوا من أجله في ١٣ تشرين وقبله وبعده وصولاً إلى “ثورة الأرز” والمثابرة على قول كلمة الحق في وجه الباطل في زمن تحوّل التيار العوني إلى شركة عائليّة لا تبغي إلّا المناصب والمحاصصة تحت شعارات جوفاء تتنقًل بين الإصلاح ومكافحة الفساد وتحصيل حقوق المسيحيين تبعاً لما تقتديه المصلحة.