كتب مروان جرجورة:
في لبنان “حكام” تحكم شبه وطن ممزق الى شعوب،
في لبنان ايام سوداء وليال ظلماء فسنين عابرة متشابهة،
في لبنان قبائل تتدعي الحضارة وزمرة تتحدث عن العدالة،
في لبنان جاهل يخطب وعميان تصفق،
في لبنان لص يتزعّم وضحية تبتسم،
في لبنان محتال محترم وشريف يتبهدل،
في لبنان التقاتل مواسم وحروب جياشة لا تريد ان تتوقف،
في لبنان “شهداء” الجبهات اصدقاء في القبور وتجار “قضيتهم” احياء اموات!
في لبنان مثقف منعزل وكاتب خائف وقارئ سارد،
في لبنان منتفض منهك ومتمرد مهادن وناشط كسول،
في لبنان مجرم بطل وشاهد لم يرَ ومظلوم راضخ،
في لبنان رجل دين سياسي وسياسي رجل دين،
في لبنان ناجح يُحارَب وفاشل يُمَجَد،
في لبنان مواطن نازح ونازح مواطن،
في لبنان حابل بنابل وفوضى منظمة وتنظيم للخلاف،
في لبنان نفط لا يستخرج ومياه جوفية سائبة وكهرباء
في لبنان رئاسة من دون رئيس وبرلمان لا يجتمع وحكومة لا تحكم،
في لبنان الاكثر تمثيلا لا يمثل والاقل تمثيلا يمثل،
في لبنان المبادر يبادر ليعطل والمرشح يترشح لـ”يفركش”،
في لبنان حليف في المساء وخصم في النهار وعدو الحرب صديق في السلم،
في لبنان مرشحون من دون برامج وبرامج من دون مضمون،
في لبنان نبيه لا ينتبه وعون لا يتعاون…وحريري لا ينام منذ مدة على حرير!
في لبنان خوف ورعب من افكار جديدة وحديثة وانبهار بافكار معتقة وبالية،
وغدا كالأمس والأمس كالغد…ونحن نحن لا نتعلم!
نكرر خطأ الاجداد لنورثه لأبناء الأبناء،
نثور على بعضنا ولا نثور على من اوجعنا وانهكنا،
عذرا يا لبنان!!
أخطر الامراض قد اصابنا منذ زمن، سرطان خبيث يطلقون عليه “الطائفية”!
انهك عقولنا وشوش ضمائرنا واعمى قلوبنا…
في لبنان، حتى محمد اصبح يكره محمداً وان احبه فكرهاً بمعاوية!
في لبنان، ميشال “مسيحي متطرف” تأثر بقول المسيح: “أنظروا كيف يحبّون بعضهم بعضاً” (ترتليانوس، دفاع 39: 7)….فاحب طوني وجورج وجان
والياس…حتى الكراهية البلهاء!
وهكذا في لبنان، كل حلم جميل يصبح كابوساً لا ينتهي، سببه مرض “كابوس”: اسمه “الطائفية”!