بعدما تصدرت أزمة تصريف موسم التفاح العناوين اليومية، بدأت تلوح في الأفق حلول جدية وايجابية لتلك المشكلة.
فبعد قيام عدة شركات بمبادرة فردية عبر شراء التفاح وتوزيعه على الزبائن وقيام الحكومة بدعم الموسم بقيمة 5 آلاف ليرة لكل صندوق زنة 20 كيلوغراما، ها هو السيّد ميشال ضاهر يجد حالا جديدا لتصريف الموسم عبر انشاء معمل لعصير التفاح مما سيساهم في تصريف أكثر من 30 آلف طن من التفاح في السنة.
وبعد التقدم بعدة طروحات منها توزيع التفاح على المدارس والنازحين السوريين من خلال قيام الدول المانحة بشرائه، مرورا بتصديره الى الخارج وتحديدا مصر، وصلنا الى حلّ مثالي وداخلي بعيدا عن التصدير.
هذا المعمل سيحل جزءا كبيرا من المشكلة مما سيريح بال المزارعين الذين تتهدد لقمة عيشهم عند كل موسم لعدم قدرة الدولة على تصدير التفاح للخارج. فما هي أهمية هذا المعمل؟ ومتى سيتم انشاءه ليتم وضعه في الخدمة؟
المشكلة نفسها من العام 1965… أرقام مختلفة ولكن لغة واحدة
صاحب معملي “Master Chips” و”Corn Flakes Poppins” السيّد ميشال ضاهر يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “لبنان يعاني منذ السيتينات المشكلة نفسها مع تصدير التفاح، فكل موسم الصرخة نفسها واليوم لا معالجات جدية لهذا الموضوع إلا عبر تصديره للخارج، ونحن سنبقى على مدى 50 عاما مقبلا نعاني من الازمة نفسها”.
ويضيف ضاهر: “بالأمس أرسلوا إليّ فيديو يتضمن حديثا لوزير الزراعة فؤاد النجار في 13 تشرين الأول العام 1965، فإذا نسمع حديث الوزير عن أزمة التفاح نظن اننا نعيش هذا الواقع اليوم ولكن الفرق هو ان يومها عوضت الدولة بدفع ليرتين عن كل صندوق تفاح، الأرقام تختلف ولكن اللغة هي نفسها”.
ويشدد ضاهر على ألا “حلّ إلا بإقامة مصنع لعصير التفاح خصوصا أن طريقة معالجة التفاح في لبنان خاطئة وعلى الدولة إيجاد حلول أخرى، فالمعالجات عشوائية واليوم نحن أمام ازمة، فالبعض أرجع السبب للجنيه المصري ولكن الاقتصاد المصري يتراجع كل عام وبالتأكيد العام المقبل سيكون وضعه اصعب لذلك علينا الا نتكل على مصر فقط”.
معمل لعصير التفاح… و20% من الانتاج في السوق اللبناني
ويكشف ضاهر: “أخذنا مبادرة لانشاء مصنع عصير يستهلك حوالي 30 ألف طن من التفاح ما يوازي 20% من انتاج لبنان، وهذا المصنع سنبدأ العمل به في صيف العام 2018، ففي العام 2017 لن نستطيع ان نطلق العمل في المصنع لانه ضخم جدا ويتطلب اقل شيء 18 شهرا من التنفيذ لذلك لن نتمكن من شراء التفاح الموسم المقبل، ونتمنى على الدولة ان تكون قد وضعت امام اعينها موسم العام المقبل كي لا يصل موسم التفاح الى الازمة التي وصلنا اليها هذا العام، فيمكن للدولة ارسال 30 ألف طن لأي مصنع في أوروبا وهكذا تحل جزءا كبيرا من المشكلة لكي يبقى المزارع في ارضه ويبقى متمسكا بارضه، فإذا لم يعد يزرع التفاح ما هو البديل؟ وما يمكنه ان يزرع؟”.
ويضيف ضاهر أن “المعمل سيتم انشاؤه في الفرزل في البقاع، وسيتضمن عددا كبيرا من العمال مما سيخلق فرص عمل كثيرة لسكان المنطقة خصوصا ان محيط المعمل هو مجتمع زراعي، والذين يتعلمون في الجامعات لا عمل لهم في الزراعة وهكذا نحافظ عليهم عبر تأمين وظائف لهم في المصنع، لأن المصنع سيؤمن الوظائف لكل شرائح المجتمع من مختلف الاختصاصات، من مدير عام الى مهندس ميكانيك الى مهندس كهرباء الى مهندس كمبيوتر وغيرهم”.
مصير التفاح سيكون كمصير البطاطا
ويشير الى أنه “لا حل لأزمة التفاح إلا عبر انشاء هذا المعمل، ونتذكر انه منذ 20 عاما كان هناك دائما ازمة في موسم البطاطا واليوم لم يعد هناك ازمة بطاطا لأننا انشأنا معمل Master Chips مما يساهم بتصريف 32 ألف طن بالسنة من البطاطا، ومن يومها لم نعد نسمع ان هناك مشكلة في تصريف الموسم”.
ويختم ضاهر: “المعمل سيحل جزء كبير جدا من المشكلة التي نواجهها كل عام مع صعوبة تصريف موسم التفاح، فنحن نقوم بشراء 20% من موسم التفاح وهذا رقم كبير جدا”.