اقامت المجموعة اللبنانية للرعاية والابحاث في مجال أمراض الذاكرة ووظائف الإدراك GMRC-Liban مؤتمرها السنوي الأول للتقييم النفسي العصبي تحت عنوان “الذاكرة من التقييم إلى التأهيل”، في فندق لو غابريال في الأشرفية، في حضور ممثل وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور الدكتور بهيج عربيد.
والقى عربيد كلمة وزير الصحة ابو فاعور، وقال: “اننا سعداء في كل مرة نتشارك فيها في حفل افتتاح مؤتمر علمي تنظمه النقابات المهنية، او الجمعيات العلمية، او المستشفيات، او مجموعات من أصحاب الاختصاص كجمعيتكم، لما يمثله ذلك من دلالات على اصرار الجسم الطبي في الحفاظ على المستوى الراقي علما وخبرة وممارسة. وأن يبقى الاطباء على تواصل دائم مع المستجدات العلمية الحاصلة في مجالات الوقاية والتشخيص والعلاج”.
وتابع: “يجب ألا ننسى أبدا ان لبنان كان ولسنوات طويلة مستشفى الشرق، واذا كانت الظروف عطلت هذا الدور مع الاسف، فإن الاحداث في لبنان ومحيطه لا بد وأن تنتهي. عندها يجب أن نكون مستعدين لإعادة لعب هذا الدور، علما ان حجم ما نسميه بالسياحة العلاجية قارب 7 مليار دولار سنويا. والحاجات تتعاظم بعد الكوارث التي حلت بالعديد من دول المنطقة العربية سوريا والعراق وليبيا واليمن”.
أضاف: “لبنان يعيش ومنذ سنوات طويلة حالة كارثية، الحروب الطويلة والمدمرة وتداعياتها على البشر والحجر والاقتصاد والسياسة والاجتماع.
كلها عوامل تلعب دورها في تفاهم وتعاظم المشاكل المرتبطة بالصحة العقلية والنفسية.
والحقيقة نقول ان وزارة الصحة العامة وبتفهمها لأهمية الصحة النفسية في مثل هذه الظروف التي نعيش، عملت الوزارة على وضع استراتيجية وطنية للصحة النفسية بهدف تطوير نظام مستدام للصحة النفسية، يضمن توفير وامكانية الوصول الشامل للخدمات العلاجية والوقائية عالية الجودة.
ويدير هذا العمل البرنامج الوطني للصحة النفسية الدكتور ربيع شماعي الذي أنشأته الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والهيئة الطبية الدولية. ويهدف هذا البرنامج إلى التأكد من أن كل سكان لبنان يستطيعون الوصول الى الخدمات المبنية على الأدلة العلمية بالقرب من المكان الذي يعيشون به”.
واضاف: “لقد وضعت وزارة الصحة العامة موضوع الصحة النفسية كأولوية على جدول أعمالها وهي تلتزم تحسين نظام الصحة النفسية في لبنان، على الرغم من العبء على النظام الصحي الناتج عن تهجير أكثر من مليون ونصف سوري إلى لبنان، قد استطاعت الوزارة اغتنام الفرصة لإصلاح نظام الصحة النفسية وتطوير نظام موازي للنظام القائم، بهدف الاستجابة الانسانية.
لقد تم تحقيق الكثير على مستوى دمج الصحة النفسية في قطاع الرعاية الصحية الاولية، ووضع قائمة موحدة للأدوية وتدريب أكثر من 600 شخص على الاسعافات النفسية الاولية، وتدريب موظفي قسم الطوارىء على كيفية التعامل مع الاشخاص الذين يمرون بحالة نفسية طارئة.
من هنا تأتي اهمية المؤتمرات هذه، لتطوير نظام الصحة النفسية في لبنان ولاستحداث الاساليب المبنية على الأدلة العلمية لمساعدة الناس”.