رأى المعلّق العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، ان “حزب الله” اليوم، هو جزء من المعسكر الذي تقوده روسيا الذي يقوم بتشديد الخناق على حلب لمصلحة نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد في سوريا، ويمكن أن تعتقد منظمة “حزب الله” بأن تقوية العلاقة مع موسكو والوجود الروسي يسمح لها بحرية العمل بخصوص تهريب السلاح، ومحاولة إدخال سلاح متطور الى لبنان، بعضه من صنع روسي، الأمر الذي أعلنت اسرائيل في السابق عن اعتباره خطاً أحمر.
ويرى انه من اجل تقوية الدفاعات الروسية الجوية في سوريا، هناك تأثير محتمل آخر بالنسبة لاسرائيل، فقد أعلنت روسيا في الآونة الاخيرة عن نشر سلاح يشمل صواريخ اس 400 وانواع مختلفة من صواريخ اس 300، اضافة الى الاجهزة الدفاعية الموجودة على السفن، وبعض هذه الاسلحة يبلغ مداها حوالي 400 كلم، وإن تعزيز السلاح الروسي سيؤثّر في أي خطوة لسلاح الجو الاميركي أو الاسرائيلي في سوريا أو لبنان.
ويتوقف المحلل الاسرائيلي عند اقرار البرلمان الروسي اتفاقاً مع سوريا، يقضي بأن تقوم موسكو بالاستمرار في تشغيل قاعدة سلاح الجو الخاصة بها في اللاذقية، بالتزامن مع تهديد روسي باعتبار كل هجوم اميركي على الجيش السوري الموالي للنظام، عملا من شأنه أن يهدد الجنود الروس في سوريا، فيما تحدثت وسائل الاعلام الروسية عن التوجيهات المتشددة لاطلاق النار، أعطيت للقوات الروسية في سوريا، في حال تعرضها للخطر.
في الوقت نفسه، تنشر تقارير معلومات حول حجم الانتشار العسكري الروسي في سوريا، حيث تمت مضاعفة الوجود الروسي منذ انهيار وقف اطلاق النار في 19 ايلول الماضي، وقد أرسلت روسيا مؤخرا سفينتين اضافيتين حاملة للصواريخ الى شواطىء سوريا، ونشرت صواريخ جديدة من نوع أرض – جو، ويبدو أنها أرسلت المزيد من طائرات “سوخوي”.
وفي سياق متصل ، يرى عدد من المحللين الاسرائيليين، ومن بينهم حذّر البروفيسور في جامعة تل ابيب الاسرائيلية آيال زيسر من أنه في اللحظة التي ستنتهي فيها الحرب في سوريا، سيبدأ العد العكسي لجولة إضافية من الحرب مع لبنان، وقال للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان كلام الرئيس السوري بشار الأسد بأن قوات الجيش السوري مصممة على إعادة السيطرة على كل المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، يؤكد أن الحرب لن تنتهي قريباً، وان (الرئيس السوري بشار) الاسد باق في السلطة، ولا احد لديه القوة على ازاحته وسيحكم الرئيس السوري في المناطق التي يسيطر عليها اليوم، وشيئاً فشيئًا سيسيطر على كل المناطق التي خسرها، فيما ستتواصل المعارك أيضا بعد انتهاء الحرب، لكن بشكل مختلف.
وفي رأيه، ان التنظيمات المسلحة التي تقاتل الأسد منفصلة ومتفككة وغير موحدة، لذلك من الصعب عليهم التوحد لإقامة دولة في مناطقهم أو النجاح في إسقاط الأسد، وأنّ الجيش الإسرائيلي يخشى قيام التنظيمات المعادية لإسرائيل والمتمركزة في منطقة حدود هضبة الجولان (المحتلة) بتنفيذ عمليات من هناك، مثل تفجير عبوات جانبية أو إطلاق صواريخ مضادة للدروع، لافتا الى أن تقديرات تسود في أروقة الجيش الإسرائيلي، تفيد بأن اتفاق وقف القتال في سوريا سيسمح لـ “حزب الله”، بالتركيز مجددًا على إسرائيل، وأن أعدادا كبيرة من مقاوميه عادوا إلى جنوب لبنان مع تجربة عملانية جبارة والكثير من التجهيزات، وان تقديرات الجيش الاسرائيلية تجزم أن انتهاء الحرب في سوريا، يقرِّب حرب لبنان الثالثة.