اعلن مصدر ديبلوماسي واسع الاطلاع لصحيفة “السفير” أن الرئيس سعد الحريري “حصل على ضمانات دولية للمرة الأولى في الملف الرئاسي، وهذا هو الأساس في حركته الخارجية”، في إشارة واضحة إلى أن خياره بتبني العماد ميشال عون لن يكون مصيره كمصير ترشيح سليمان فرنجية.
في المقابل، تتبلغ مراجع لبنانية، معلومات تشي عكس ذلك، ومفادها أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، عبّر صراحة أمام الحريري عن عدم حماسة بلاده حاليا لأي من خياري عون وفرنجية، في أول إشارة فرنسية، إلى ضرورة البحث عن مرشح رئاسي ثالث!
بين هذا وذاك، أسئلة مستمرة عن حقيقة الموقف السعودي وإمكان تحييد لبنان عن الاشتباك الإقليمي فضلاً عن تجدد رهانات البعض لبنانياً على مجريات معركة حلب، وفي المقابل، رهان البعض الآخر على الخيار العسكري الأميركي!
برغم هذا وذاك، يتصرف الرئيس سعد الحريري على طريقة أن لا عودة إلى الوراء. الرجل مستعد لتحمل الأكلاف مهما كانت كبيرة. في كتلته كما مع حلفائه وجمهوره.. والأهم في السعودية. العناوين السياسية برّاقة للغاية، لكن المضمون شخصي بامتياز، من دون التقليل من “الكلفة السياسية” لعودة زعيم “المستقبل” إلى السرايا، في ظل الاحتدام الإقليمي الذي لا يمكن إلا أن يكون هو وتياره جزءاً لا يتجزأ منه.. أقلّه في التعبير السياسي.
يهون على الحريري ترشيح “الجنرال”، طالما أن ذلك يؤدي إلى تعويمه سياسياً ومالياً. الأهم من ذلك، وفق منطق المتحمسين في “المستقبل”، وهم قلّة قليلة، افتداء الطائف بانعقاد النصاب الرئاسي لميشال عون. يكسب اتفاق الطائف، بحسب الحريري، عمراً إضافياً، في انتظار ما ستؤول إليه تطورات المنطقة، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
لا أحد غير الحريري يملك تفسيراً لحقيقة موقف الرياض، ومن التقى فيها قبل تبنّيه خيار “الجنرال”، غير أن اللافت للانتباه هو ما نسبته الزميلة “الحياة”، أمس، إلى الحريري، بأن السعودية “ستدعمه في الموقف الذي يتخذه”، الأمر الذي فسّره أكثر من معني بالملف بأنه يشكل إشارة واضحة إلى حصول الحريري على ضوء أخضر سعودي قبل أن يسير بخيار “الجنرال”.
لا يمنع ذلك الحريري من ممارسة رياضة المشي في جادة “الشانزليزيه” في باريس، برفقة ابن عمته نادر، وأن يلتقيا هناك “بالصدفة”، المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل. ولا يمنع ذلك الحريري من توجيه اللوم إلى فريق سياسي لبناني، له امتداده الوازن في كتلته النيابية أولاً (بدليل بيان أمس الأول) وفي كتل نيابية أخرى معارضة لـ “الجنرال”، بأن الذهاب إلى السعودية والتحريض عليه “لن يقدم أو يؤخّر في خياراتي”.