قصة المياه كقصة الكهرباء هي قصة ابريق الزيت الذي يرشح منذ أن لفظت الدولة أنفاسها في العام ١٩٧٥.
هذا الموت السريري لمقومات الدولة ومؤسساتها فرض أمراً واقعاً لا نزال نحصد نتائجه ونرزح تحت عبئه الى يومنا هذا. ومن المؤكد أنّ لا حلّ جذرياً في المدى المنظور خصوصاً وأنّ مؤسسات الدولة الى مزيد من الشرذمة والتحلل، والاتكال بات على الادارات المحلية كالبلديات.
ومع بداية هذا الموسم طرأ على شبكة مياه زغرتا وبعض بلدات الزاوية مشكلة انقطاع المياه، ممّا اضطر الأهالي الى تكبد عبء شرائها. ومع ارتفاع صوت النقمة على هذا الوضع أصدرت مصلحة مياه لبنان الشمالي بياناً، كونها هي المسؤولة المباشرة عن موضوع المياه وليس بلدية زغرتا اهدن او ايّ بلدية أخرى كما هو راسخ في ذهن معظم الناس. وقد أشار البيان الى أنّ المصلحة ستباشر بأعمال الصيانة على خطّ جسر رشعين طرابلس عند محلّة السان جورج، ممّا سيضطرّها الى قطع المياه دورياً خلال فترة تنفيذ الأشغال عن المناطق التي تتغذى من الخطّ المذكور لا سيما رشعين زغرتا ومجدليا.
ومع خلو البيان من تحديد الفترة الزمنية لإنهاء التصليحات وبعد مراجعة المعنيين، أفدنا أنّ “مشكلة انقطاع المياه سببها عطل طرأ على الشبكة التي تعود الى ثلاثينيات القرن الماضي وبأنّ مصلحة مياه لبنان الشمالي تعمل على معالجتها بمواكبة ميدانية من بلدية زغرتا، من باب حرصها على الاسراع في انجاز التصليحات وليس من باب الصلاحيات”.
أمّا عن الفترة الزمنية التي يستلزمها انجاز هذه الاعمال فأكدت المصادر أنّها “قد تستلزم يومين أو ثلاثة الاّ اذا طرأ ما ليس في الحسبان “.
ولفتت هذه المصادر الى أنّ “مشكلة المياه ليست مستجدة فالشبكة باتت قديمة وهناك مشاريع انمائية مائية نفذت وتهدف الى مواكبة النمو السكاني والعمراني في زغرتا كخزان المياه عند مدخل زغرتا. الا انّ المؤسف أنّ خرائط هذا المشروع التي ترشد الى كيفية استعماله والافادة منه ضائعة”!
وختمت المصادر: “انّ العمل جارٍ لمعالجة هذه المشاكل المتراكمة عبر السنين والتي هي ليست وليدة الأمس أو اليوم، واليأس ممنوع فالصبر والمثابرة مفتاحان لكل نجاح وعلاج لكل المشاكل مهما صَعُبَت”.
اشارة الى انّ المياه عادت هذا المساء الى زغرتا وستعود منتصف هذه الليلة الى منطقة العقبة.