IMLebanon

إن 31 تشرين لناظره قريب! (بقلم رولا حداد)

parlement-leb

كتبت رولا حداد

لا يختلف لبنانيان على أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان يشكل الطبق الدسم لكل الصالونات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية. إنما الإشكالية الكبرى في هذا الاستحقاق المحوري تحوّلت من أن تكون الانتخابات الرئاسية مناسبة للتنافس بين برامج انتخابية الى صراع أسماء وأشخاص وأحجام، بعيداً عن أي تنافس على برامج تشكل منطلقاً للحكم لأي مرشح في حال وصل الى سدة الرئاسة.

فعشية انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، كان رئيس حزب “القوات اللبنانية” المرشح الرئاسي الوحيد الذي تقدّم من اللبنانيين عموما، ومن النواب والكتل السياسية خصوصاً، ببرنامج رئاسي متكامل، وطنيا وسياسيا واقتصادياً واجتماعياً، في نموذج راق ومتقدّم على طريق الممارسة الديمقراطية الحقيقية.

في المقابل لم يتقدّم أي مرشح آخر، لا بترشيحه رسمياً، ونعني هنا إعلامياً. كما لم يتقدّم أحد آخر غير جعجع بأي برنامج انتخابي. وبالتالي، ومع انسحاب “الحكيم” من السباق الرئاسي، فرغت الساحة من أي مرشح يحمل برنامجاً رئاسياً، وبقي الصراع العلني ضمن خط واحد، خط 8 آذار، بين المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

المفارقة المذهلة تكمن في أنه، وبعد تبني جعجع ترشيح عون، وبعد توجّه الرئيس سعد الحريري لسلوك الطريق نفسه، اتضح أن فريق 8 آذار لا يرغب بإجراء الانتخابات الرئاسية، رغم أن المرشحين الباقيين هما الركنان المسيحيان لهذا الفريق.

وبعيداً عن المزايدات اللفظية، يمكن الوقوف عند الإشارات الآتية:

ـ السيد حسن نصرالله قالها صراحة في خطابه العاشورائي، إنه ولو أعلن الحريري تبني ترشيح عون ولو حتى انسحب فرنجية فهذا ليس بكافٍ لإجراء الانتخابات الرئاسية بل يجب على عون أن يفاوض الرئيس نبيه بري والنائب فرنجية وغيرهما من القوى المعترضة في 8 آذار.

ـ الرئيس نبيه بري عمد الى أكثر من تسريبة واضحة بأنه لن يقبل بانتخاب العماد عون، وما إصراره على السلّة إلا لإحراج الجنرال، وخصوصا بعد كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبر أن “من يقبل السلة يكون بلا كرامة”، قبل أن يضيف لاحقا من عين إبل “نحن بحاجة لرجالات حلول لا رجالات عقد”.

ـ الوزير السابق وئام وهاب الذي يحمل كلمة السر السورية والمقرب من “حزب الله” قال: “لا ننصح أحداً بعقد اتفاق مع الحريري لا يشمل موقفه من سوريا ومغامرات السعودية والعداء لإيران ومشاركة حزب الله في سوريا. ومن لا يحترم دماء الشهداء الذين سقطوا في سوريا دفاعاً عن لبنان في مواجهة الإرهاب لن يصل الى أي موقع في لبنان”.

ـ النائب وليد جنبلاط، وبعد أن أعطى مؤشرات إيجابية ليل الجمعة بتغريدات مفاجئة دعا فيها للتخلي عن السلال، أعاد تموضعه السبت مشددا على أهمية “سلة” الرئيس نبيه بري.

الخلاصة بكل بساطة: إن الطريق الى بعبدا ليست معبّدة بالورود، والانتخابات لن تحصل بطبيعة الحال في الجلسة المقبلة في 31 تشرين الأول. أما العقبات فمصدرها واضح. وما التهويل السوري- الحزب اللهي على الحريري والتأكيد بعدم السماح بوصوله الى السراي مجدداً، إلا مؤشر لا يقبل أي اجتهاد حول رفض محور الممانعة لأي اتفاق داخلي لبناني… وإن 31 تشرين لناظره قريب!