نقلت “إيلاف” عن مصادر لبنانية مطلعة أنّ “حزب الله” اعتقل المدعو نور الدين ابو حمدان، وهو من مسؤولي القوى البشرية في الحزب، بتهمة اختلاس مئات الاف الدولارات من مخصصات عائلات قتلى وجرحى “حزب الله” من الحرب في سوريا.
واعتقل أبو حمدان بعدما أبلغ عن فقدان مبالغ طائلة من الأموال التي يخصصها “حزب الله” لعائلات القتلى والجرحى جراء تدخله في الحرب الدائرة في سوريا. وقد بادرت عائلات القتلى إلى الابلاغ عن تضاؤل المبالغ التي تصل اليهم شهريًا. وقد حاول المتهم نور الدين ابو حمدان، وهو على ما يبدو اسمه الحركي، الفرار من لبنان، إلا أنّ “حزب الله” تمكّن من اعتقاله بعدما عرف بمحاولته الفرار من خلال شراء تذكرة سفر الى المانيا باستخدام حساب تابع لـ”حزب الله”.
ملايين الدولارات
وتسود حالة من القلق في صفوف “حزب الله” بعدما تمّ الكشف عن مزيد من الاختلاسات والتلاعب بمخصصات هذه العائلات، اضافة الى الاختلاس من الأموال المخصصة لإعمار الجنوب اللبناني، والتي تأتي بغالبيتها من إيران.
في السياق نفسه، كشفت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنّ “حزب الله” اعتقل قبل أيام الملقب بـ”معين الدلبة خليل حسن”، وهو إسم حركي، وهو من قادة الحزب والذي يتهم بأنّه زوّر وثائق وحسابات ليحصل على نحو مليون دولار بالاحتيال. وقد فشلت محاولة الدلبة الهرب الى أوروبا، خصوصًا بعدما أوصل التحقيق مع أبو حمدان الى المختلس الاخر، فنجح عناصر الحزب بإحباط محاولته الهرب.
وكانت “إيلاف” كشفت قبل مدة عن اختلاسات أخرى في صفوف “حزب الله” تقدر بملايين الدولارات، وتعتبر قيادة الحزب هذا الامر في غاية الخطورة، وأنّ هذه الحالات تعكس تدهورًا أخلاقيًا وماليًا في الحزب الذي بدأ يعاني من الرشوة والاختلاس والسرقات لكثرة الاموال التي تصله من إيران ولحالة من الانحلال والانفلات في هذا المجال.
خسائر كبيرة
وتبحث القيادات العليا في “حزب الله” سبل منع مثل هذه الحالات التي تكبدهم خسائر مادية ومعنوية كثيرة، أضف الى الجو السائد في لبنان من معارضة لدخول الحزب الحرب السورية ولتذمر بيئة الحزب من كثرة القتلى والجرحى وللنداءات المتكررة لاعادة النظر في مستقبل هذا التدخل.
وعلى صعيد متصل، يجري “حزب الله” في اعقاب الكشف عن الاختلاسات مسحًا ميدانيًا عامًا للكوادر بحسب المصادر، وذلك تحت غطاء كثيف من السرّية، وهناك حديث عن حملة اعتقالات جديدة متوقعة قريبًا في محاولة لتنقية الصفوف واعادة الامور المالية الى سابق عهدها، علمًا انه لا توجد شفافية لاموال وحسابات الحزب، وأنّه يقوم بدفع الرواتب نقدًا وتحويل الاموال نقدًا أو عن طريق شركات وهمية بعد التقييدات التي فرضها “بنك لبنان المركزي” على الحزب عملا بالقوانين الدولية بما يخص الارهاب وتببيض الاموال، علمًا أنّ الحزب بجناحه العسكري مصنف عالميًا منظمة إرهابية.