كتبت ليندا مشلب في صحيفة “السفير”:
في كلّ يوم، وكلّ ساعة، يكاد لبنان ينزلق إلى خضّات أمنية كبيرة ومجازر، من خلال مخطّطات دائمة لتحويله «أرض جهاد» واستهدافه بعمليات تفجيرية وانتحارية. وقد برز في الآونة الأخيرة العمل الاستباقي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية اللبنانية وآخرُه إحباط مخطّط بالغ الخطورة كان يُراد منه تنفيذ أعمال تفجيريّة في كلّ أنحاء البلاد. وأظهرت التحقيقات اعترافات وضَعت الإرهابيّين في مصيدة الأمن اللبناني، وأبرزَت حَجم ما يُخطّط للبنان من خلال نَسج شبكات عنقودية على اتّصال مباشر بالرؤوس الإرهابية المدبّرة في الجرود والرقة، وخصوصاً مع تنظيم «داعش».أصبحَ لبنان من الدول المتطوّرة في مكافحة الإرهاب، وبرَز دوره في السنوات الأخيرة من خلال الجهد النوعي الذي تبذله الأجهزة الأمنية المعنية بملاحقة الشبكات الإرهابية وتتبّعها في الداخل والخارج، وبات الغرب يعترف بكفاية لبنان ويعمل على حمايته نسبةً الى هذا النجاح، وتَعزَّز هذا الأمر من خلال الزيارات المتبادلة للقيادات الأمنية في الجيش اللبناني والأمن العام، ما رفَع من مستوى التصنيف الأمني للبنان وأدخَله في شبكة التعاون والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الدولية.
وفي هذا الإطار، تنفرد «الجمهورية» بكشف المعلومات التي زوّدت بها الأجهزة الأمنية اللبنانية نظراءها في الخارج. ففي تواريخ مختلفة، تمّ إعداد تقارير أمنية لبنانية عن نشاطات جماعات إرهابية واحتمال تنفيذها اعتداءات تستهدف عدداً من الدول الأوروبية، وقد زوّدت الجهات المعنية الغربية بها، ومن بين هذه التقارير:
في شباط من العام 2015، أُرسل تقرير عبر قنوات سرية يتضمَّن معلومات عن أنّ البلجيكي المغربي عبد الحميد أبو عود (مواليد 8/4/1987) والملقّب «أبو عمر البلجيكي»، له دور على صعيد تنظيم الخلايا الإرهابية والتخطيط لهجمات محتملة في أوروبا، وخصوصاً بعدما تبيّنَ دوره في الخلية التي تمّ تفكيكها في مدينة فيرفيه (بلجيكا) مطلع العام 2015.
وأُرسل تقرير آخر في 11/5/2016، يتضمّن معلومات تفيد أنّ مجموعة من الإرهابيين المنتمين حاليّاً إلى تنظيم «داعش» والموجودين في معسكرات ليبية، تُحضّر لعمل إرهابي في أوروبا، علماً أنّ المجموعة تُقسَم الى قسمين، الأوّل في اتّجاه فرنسا، والثاني في اتّجاه النمسا، إيطاليا وألمانيا، مع الإشارة إلى أنّ عناصر المجموعة كانوا ينتمون سابقاً إلى تنظيم «القاعدة».
وأضافت المعلومات أنّ تنفيذ العملية سيتمّ خلال حزيران وتمّوز من العام 2016، تحت عنوان آية قرآنية «سنضربكم في البحر واليابسة»، على أن تُستَهدَف منتجعات سياحية على البحر وعلى اليابسة في فرنسا تزامناً مع مباراة كرة القدم في البلد المشار إليه.
وقد رجّحت المصادر أنّ إحدى المجموعتين موجودة في منطقة مولانبيك (بلجيكا) وتحمل الجنسية المغربية، إضافةً إلى أنّ المجموعة التي ستنفّذ العمل الإرهابي في فرنسا مؤلّفة من 4 أشخاص من الجنسية التونسية، وهم:
– بلال عز الدين مطيبع، والدته نهيلة، مواليد 1984.
– خالد محمد فرح، والدته سامية، مواليد 1985.
– نادر حسين غانم، والدته ربيعة، مواليد 1988.
– أيمن جمال زواوي، والدته بسيمة، مواليد 1993.
وفي تقرير ثالث أُرسل في 27/5/2016، ورَدت معلومات عن وجود مخطّط محتمل لتنظيمي «القاعدة» و»داعش» يَقضي بتنفيذ عملية أمنيّة في فرنسا وعددٍ مِن الدول الأوروبية خلال شهر رمضان، من خلال زرعِ عبوات على الشواطئ الفرنسية، تحديداً المناطق السياحيّة التي تزدَحم بالسياح، على أن يَرتدي المنفّذون ملابسَ البائعين المتجوّلين الذين ينتشرون عادةً على الشاطئ وبحوزتهم الصناديق والبضائع التي تُعرَض للبيع.
وفي السياق ذاته، أشارت المعلومات إلى أنّ المسؤول عن تنفيذ هذه العمليات المحتملة في maubec في فرنسا هو المغربي عبد الكريم اللاواني أو الحلاوي الذي يتنقّل بين الرقّة وتركيا ويترأس مجموعتين:
– الأولى، مسؤولة عن تنفيذ عمليات في ميونيخ – ألمانيا.
– الثانية، تتولّى تنفيذ عملية أمنية تستهدف متحف لوفر.
ولفتَت المعلومات إلى أنّ عناصر هذين التنظيمين ينتظرون أيّ ثغرةٍ أمنيّة لدى جهاز الأمن الفرنسي لاستهداف المناطق السياحية والملاعب الرياضية التي يضعها في سلّم أولوياته. وأضافت أنّ تنظيم «داعش» يقوم منذ بضعة أيام بعملية مراقبة ومسحٍ للسفارة الفرنسية في مصر تحضيراً لإمكانية تنفيذ عملية اقتحام لحرَمِها بواسطة عناصر تابعة لـ«القاعدة».
وأفادت المعلومات أنّ عناصر من تنظيم «القاعدة» في السنغال ومالي سينفّذون أعمالاً أمنية في أفريقيا وعملية خطفِ سيّاح فرنسيّين في ساحل العاج، للمطالبة بفدية، نظراً إلى الضائقة المالية التي يمرّ بها التنظيم في الوقت الحالي في ظلّ توجّه لتنفيذ عمليات انتحارية في حال تعذّر الخطف.
ورجّحت المصادر أن يُحبط توقيف المغربي عبد الكريم تنفيذ عدد من العمليات الأمنية في دول أوروبا نظراً لكونه العقلَ المدبّر والآمرَ لمعظم هذه العمليات.
وورَد في تقرير رابع أُرسِل في 4/8/2016، معلومات عن أنّ تنظيم «داعش» تمكّنَ أخيراً وبإشراف أحد قياديّيه «أبو محمد الشمالي» من إرسال أكثر مِن 15 عنصراً إلى ألمانيا من الذين سبَق وخضَعوا لتدريبات عسكرية مكثّفة في معسكرات «داعش» في سوريا، وذلك بهدف القيام بعمليات إرهابية وانتحارية. وتمّ اختيار هؤلاء العناصر من ضمن مجموعة مؤلّفة من نحو 500 عنصر مدرّبين على مِثل هذه المهمّات.
وأضافت المعلومات أنّ هؤلاء العناصر قد تلقّوا التعليمات حول طريقة الوصول إلى العاصمة الألمانية والمدن الكبرى، حيث سيَعمدون فور بلوغ أهدافهم إلى تجنيد عدد من السوريين، الفلسطينيين والعراقيين، بهدف تنفيذ عمليات واسعة تُطاول مناطق يَقصدها السيّاح الأجانب ومِن بينها أهداف محدّدة في مدينتَي برلين وشتوتغارت.
علماً أنّ تنظيم «داعش» كان قد كلّف أحدَ قياديّيه «أبو حذيفة السوري» الإشرافَ على عمل مجموعة مؤلّفة من 15 شخصاً تمّ إدخالهم إلى ألمانيا مسبَقاً بهدف جَمعِ المعلومات حول الأهداف المحتملة من شخصيات وفنادق ومواقع سياحية… وإرسالها إلى قيادة «داعش» في سوريا.
ولفتت المعلومات إلى أنّ تنظيم «داعش» قد أوعَز في الفترة الأخيرة إلى كلّ الخلايا والمجموعات المكلّفة تنفيذ عمليات انتحارية، أن تتمّ هذه العمليات على ثلاث مراحل متلاحقة ومتزامنة، بحيث تبدأ بالتفجير الأوّل، يَليه التفجير الثاني بواسطة الدرّاجات النارية المفخّخة بعد فترة وجيزة على وصول المسعِفين ورجال الأمن، على أن يتمّ الهجوم الثالث بواسطة القنابل المجهّزة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
كذلك أُرسِل في 4/8/2016 كتابٌ يتضمّن معلومات من مصادر متابعة للتنظيمات الإرهابية على الساحة السورية تفيد أنّ قيادة تنظيم «داعش» عَقدت أخيراً اجتماعاً موسّعاً في سوريا في حضور قادة ميدانيّين عُرف منهم «أبو عبدالله الأمن» و«سراج الكويتي» المعروفَين بعملهما في مجال إعداد مخططات العمليات الانتحارية المعروفة باسم «العمل الجهادي»، حيث اتُفِق خلاله على وضع برامج عمليات جديدة لـ«داعش» تشمل عدداً من دول العالم.
وأشارت المصادر إلى أنّه تمّ إبلاغ مقرّرات الاجتماع إلى بعض قياديّي التنظيم الميدانيين المعنيين بتنفيذ هذه المخططات التي عُرف منها:
– نقلُ مواد كيماوية سامة، خصوصاً غاز السارين، إلى بعض الدول الأوروبية لاستخدامها في شنّ هجمات مختلفة.
– تحريك خلايا العمليات الموجودة في الدول العربية كدول المغرب العربي ومصر والأردن ولبنان لتنفيذ ضربات محدّدة.
ورجّحت هذه المصادر إمكانية توسيع التنظيم نطاقَ هجماته في الدول المشار إليها مع احتمال اعتماد أساليب جديدة في الهجمات لإظهار إمكاناته وقدرته على مواصلة توجيه الضربات، على الرغم من الخسائر الميدانية التي يتكبّدها في البلدان التي ينتشر فيها.
وفي تقرير سادس أرسِل في 4/8/2016، أشارت المعلومات إلى نقلِ تنظيم «داعش» في 11/6/2016 كمّيات كبيرة من القذائف المدفعية المجهّزة بغاز الخردل الكيماوي بواسطة نحو 15 حافلة مخصَّصة لجمعِ النفايات من الرقّة إلى مدينة تلعفر العراقية، حيث جرى توضيبُها سرّاً في ساحة مصنع الطحين في المدينة.
وأوضَحت المعلومات أنّ عملية النقل أتت بعد بدء العمليات العسكرية للجيش السوري في الرقّة، وذلك بهدف حماية هذه القذائف من أيّ استهداف عسكري محتمل.
ولفتت المعلومات إلى عدم وجود أدلّة واضحة حتى الآن تشير إلى نيّة تنظيم «داعش» استخدامَ هذه القنابل الكيماوية في أيّ عمليات عسكرية، إلّا أنّ احتمال استخدام هذا النوع من القنابل ضد الجيش و«الحشد الشعبي» العراقيين في عمليات تحرير الموصل يبقى وارداً، خصوصاً أنّ «داعش» استخدمت سابقاً أسلحةً كهذه في بعض عملياتها العسكرية في سوريا والعراق.
«سرّي للغاية»
وحصلت «الجمهورية» على وثائق أرسَلتها الأجهزة الأمنية الى الخارج هي عبارة عن تحذيرات من أشخاص ذات صلة بالمجموعات الإرهابية الموجودة في أوروبا دُمغت بعنوان «سرّي للغاية»، وتتضمَّن معلومات عن أشخاص غادروا بلادهم الأوروبية والتحقوا بصفوف المجموعات الإرهابية المقاتلة في سوريا ومدى تأثيرهم لاحقاً وانخراطهم في أعمال إرهابية تطاول الدول الأوروبية.
وقد تمّ في تواريخ سابقة لحدوث معظم التفجيرات تزويد الأجهزة الأوروبية المعنية مراسلات تتعلّق بأشخاص يُحتمل تنفيذهم اعتداءات إرهابية منهم:
– المغربي البلجيكي عبد الحميد أبو عود abdel hamid abaaoud، الملقّب «أبو عمر البلجيكي»، وهو من مواليد 8 نيسان 1987 من بلدة «مولينبيك» البلجيكية المعروفة بأنّها أحد معاقل المتطرّفين الإسلاميين في بلجيكا، وقد شهدت اعتقالات عدة في إطار التحقيقات المرتبطة باعتداءات باريس خلال تشرين الثاني 2015.
إنضمّ إلى «الجهاد» في سوريا خلال آذار عام 2013 وعاد الى بلجيكا في كانون الثاني عام 2014 لأخذ شقيقه الأصغر يونس YOUNESSE (مواليد 22/6/2000) وإحضاره الى الشرق الأوسط. وفي 20 كانون الثاني 2014 غادَر برفقة شقيقه يونس بلجيكا الى الحدود العراقية – السورية لينضمّا الى تنظيم «داعش».
وفي مطلع كانون الثاني 2015 ظهَر «أبو عود» في مخططات هجوم عدّة تستهدف فرنسا. وفي 12 شباط 2015 أكد أبو عود خلال مقابلة مع مجلة «دابق» تورّطه في «خلية Verviers» المفكّكة في بلجيكا.
يُعتبر أبو عود عضواً في EMNI وهو جهاز الأمن الداخلي التابع لتنظيم «داعش». ويتولّى إرسال الجواسيس الى أوروبا وتجنيد النشطاء من ذوي البيانات الشخصية التي تُتيح لهم العودة الى أوروبا بهدف ارتكاب أعمال ذات طابع عنفي. وأبو عود من القريبين للإرهابي صلاح عبد السلام المقيم في بلدة «مولينبيك»، ويُعتبر العقل المدبّر لهجمات باريس خلال تشرين الثاني 2015 إن من جهة التخطيط أو من جهة المشاركة في الهجمات.
قتل أبو عود لدى دهم الشرطة الفرنسية مكان إقامته في حي سان دوني الباريسي وقد أكّدت السلطات الفرنسية مقتله بعد إجراء فحوص الحمض النووي على عيّنات عثرت عليها في الموقع. وتمّ تزويد الجهات الأوروبية المعنية خلال شباط 2015 معلومات عنه وعن دوره على صعيد تنظيم الخلايا الارهابية والتخطيط لهجمات محتملة في أوروبا.
– Youness Abaaoud وهو من مواليد 22/6/2000 وملقب «أبو منصور». غادر برفقة شقيقه عبد الحميد أبو عود الى المنطقة العراقية – السورية في 20 كانون الثاني لينضمّ الى تنظيم «داعش».
وقد نشرت صحيفة «PARIS MATCH» في عددها الصادر في 3/12/2015 تقريراً حول ظهور يونس، في صورة نُشرت على موقع «فايسبوك» على حساب باسم Abu Soufiane Belgikilmohajir يظهر فيها يونس مرتدياً اللباس العسكري وعليها التعليق الآتي: «حبيبي أبو منصور… إن استشهد أبو عمر السوسي (يقصد به عبد الحميد أبو عود) فأخوه حيّ يُرزق… قادمون يا عُبّاد الصليب».
وتم تزويد الجهات الأوروبية المعنية خلال شباط 2015 معلومات عنه وعن دوره على صعيد تنظيم الخلايا الارهابية والتخطيط لهجمات محتملة في اوروبا.
– الفلسطيني اللاجئ في لبنان علاء اسماعيل محمود، من مواليد عام 1988 (بيان 18264)، وملقب «علاء عباس». وتفيد المعلومات أنه في 18/2/2016 وصل صاحب العلاقة (شقيق الإرهابي نعيم محمود المعروف بـ»نعيم عباس» الموقوف حالياً في سجن رومية بجرم إرهاب والانتماء الى «كتائب عبدالله عزام») الى أوروبا قبَيل الأعمال الارهابية والتفجيرات الاخيرة التي استهدفت باريس ولا يزال هناك.
وقد استخدم للوصول الى أوروبا جواز سفر مزوّر باسم اللبناني فراس راغب عبد الهادي. وهو خرَج من مخيم عين الحلوة وسافر بموجبه الى تركيا ثم دخل الى اليونان ومنها الى صربيا فألمانيا حيث مكث أياماً عدة لينتقل بعدها الى فرنسا.
يعمل أمنياً لمصلحة «كتائب عبدالله عزام» وهو على صداقة وتواصل دائم مع:
* الفلسطيني توفيق محمد طه، مسؤول «كتائب عبد الله عزام» ومتّهم بأعمال ارهابية وتفجيرات عدة في لبنان.
* الفلسطيني نعيم أحمد النعيم، والدته فريال، مواليد 1979، أحد مسؤولي «كتائب عبد الله عزام» وموجود في مخيم عين الحلوة.
وكان علاء عباس يملك محلاً لبيع الهواتف الخلوية وتوابعها من خطوط وأكسسوارات وتشريج خطوط خلوية في مخيم عين الحلوة حيث كان يشتري ويُزوّد «العناصر الاسلامية» خطوط هواتف خلوية. وأشارت بعض المصادر الى أنّ علاء على اتصال شبه يومي بنعيم النعيم من فرنسا حيث يوجد حالياً. وقد تم تزويد الجهات الاوروبية المعنية خلال شباط 2016 المعلومات المتوافرة عنه لجهة ارتباطه بـ»كتائب عبد الله عزام» ووجوده حالياً في فرنسا.
– السوري أحمد عبد الكريم عموري، والدته مريم، مواليد 1973. معروف بـ«أحمد نزهة» وملقب «أبو ذر الشامي» و«أبو عبدو صاروخ». مطلوب للتوقيف بموجب مذكرات عدة بجرم إرهاب وخبير في تصنيع أسلحة ومتفجّرات غير تقليدية.
توافرت معلومات عن وجوده في 6/12/2015 في قرية «أطمة» في منطقة «حارم» في محافظة ادلب السورية. وأنه يُخطّط للسفر الى دولة أوروبية من المُحتمل أن تكون هنغاريا أو بلجيكا بمساعدة سوري يستخدم حساباً وهمياً باسم «كرمو أبو العز»، على أن يؤمّن صاحب الحساب مهرّبين لمساعدة عموري لقاء مبلغ مالي، وسيقوم المهرّبون بتهريب عموري فور وصوله الى اسطنبول.
وأشارت المعلومات الى احتمال أن يكون عموري قد سافر أو أنّه يُحضّر نفسه للسفر بين تاريخي 22/7/2016 و27/7/2016 كونه أخبَر صاحب حساب «كرمو أبو العز» بتاريخ 12/7/2016 أنه خلال 10 الى 15 يوماً سيتّصل به ليهرب. ومن المحتمل بنسبة كبيرة أنّ أحمد عموري قد حلق ذقنه وغيّر من شكله الخارجي. وتمّ تزويد عدد من الدول الأوروبية المعنية خلال شهر تموز 2016 بالمعلومات المتوافرة عنه.
– السوري محمد أحمد يوسف، والدته نجوى، مواليد 31/8/1980، وهو ملقب بـ»أبو يَزَن». من خلال متابعة السوري حسام دياب غانم أبو حلق، والدته رجاء اللحام، مواليد الزبداني 23/4/1970 (ملقب «أبو العز» ويتولّى قيادة جبهة تحرير القلمون وتمويلها وتسليحها ومتورّط في عملية التفجير التي طاولت منطقة تعنايل البقاعية في 11/6/2013 وشارك في إطلاق صاروخين على الضاحية الجنوبية في 26/5/2013، ناشط في تأمين المستندات المزورة للاجئين السوريين وشارك في التفجير الارهابي في منطقة المصنع في البقاع)… تبيّن أنّه من بين مساعدي أبو حلق والمرتبطين به، السوري محمد أحمد يوسف الذي غادر الأراضي اللبنانية في 14/9/2015 الى تركيا وتنقّل بين بلدان عدة وصولاً الى هولندا بتاريخ22/9/2015 . وتم تزويد الجانب الهولندي والجهات المعنية الأخرى خلال تموز 2016 المعلومات المتوافرة عنه.
مرجع أمني
وعليه، يؤكّد مرجع أمني رفيع لـ«الجمهورية» أنّ العمليات الارهابية التي حصلت في اوروبا ما هي إلّا مقدمات لزلزال قد تكون له تردّدات خطيرة تترك آثارها على المجتمعات الأوروبية، وأنّ متابعة مجريات الأحداث تُبيّن أنّ معظم منفذي الاعتداءات يحملون جنسيات أجنبيّة لكنهم من أصول عربية.
ويُرجّح أن يؤدي الاستمرار في استهداف تنظيم «داعش» عسكرياً وتجفيف مصادر تمويله الى هجرة معاكسة للجهاديّين الأوروبيين الى بلدانهم علناً او سراً.
ويرى المرجع الامني أنّ الاعتداءات ستشهد تطوّراً في نوعية الهجمات بحيث يمكن الانتقال الى استخدام السيارات المفخّخة او حتى تنفيذ اعتداءات بواسطة أسلحة غير تقليدية قد تصل الى الكيماوية.
وهذا ما دفَع الدول الغربية الى منح الشرطة والاستخبارات وقوى الأمن في الدول المستهدفة سلطات أوسع في نطاق عملها والتنسيق مع دول قريبة من مناطق النزاع، ومنها لبنان خصوصاً، لأنّ العبور إليه في السنوات الأولى كان سهلاً.
ولعلّ أبرز الصعوبات التي تُواجه الملاحقة الأمنية في الوقت الراهن، بحسب المرحع الامني، هي تجنيد المقاتلين والإرهابيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يؤدّي الى صعوبة في تحديد أماكن الأفراد المجندين على رغم أنّ عدداً منهم كان مُدرجاً على لوائح وسجلّات بسبب أنشطتهم وميولهم.
والمرحلة المقبلة، يختم المرجع، ستكون من أصعب المراحل بعد التعقيدات التي طرأت أخيراً على الملف السوري والانقسام الدولي حوله، ما قد يشكّل عامل ضغط على هذه المجموعات التي قد تتسرّب أكثر في اتجاه دول الجوار وخصوصاً لبنان.