IMLebanon

تغريدات جنبلاط… لمن يعنيهم الأمر!

walid-jumblatt

تؤيد مصادر سياسية مطلعة عن كثب على حيثيات الحراك الرئاسي المحلي، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قلقه الذي يرتقي الى مرتبة الخوف، ازاء ما يدور في كواليس المفاوضات الرئاسية ويعبر عنه بتغريدات “مبهمة”، يفترض ان يتلقفها العاملون على هذا الخط بكثير من الجدية وهم الوحيدون ربما القادرون على فك شيفرتها، خلافا لسائر اللبنانيين الذين يحاولون حل لغز التغريدات الجنبلاطية من دون طائل، حتى ان بعضهم يذهب في تحليلاته في اتجاه حلب، فيما لب الموضوع رئاسي لبناني محض.

وتعزو المصادر وفق ما تبلغ الوكالة “المركزية”، عبارة “الله يستر” التي يستخدمها الزعيم الاشتراكي، الى انّ التركيبة السياسية التي تتولى اخراج الملف الرئاسي تبسطّ الامور الى درجة مخيفة، ان من الجانب السعودي – الخليجي او من الناحية الشيعية- الشيعية الداخلية، وان المضي في اتجاه “حشر” الجميع في زاوية التفاهمات الضيقة من خلال الضغط قد يدفع الى عواقب وخيمة نخشاها بقوة.

وتشرح ان اللبنانيين منذ العام 2005 يدورون حول عقدة جوهرية تواجه كل الاستحقاقات والملفات عنوانها “المشكلة الشيعية” التي كانت سوريا تغطيها، ويداوُونها بمخدرات موضعية تارة بتحالف رباعي وأخرى بالانسحاب من الحكومة وتعطيلها ثم بالتمديد الرئاسي فالفراغ لكسب موقع في السلطة التنفيذية وبعدها بالضغط الناري عبر “7 ايار” الذي انتج اتفاق الدوحة ومنح فريق 8 آذار الثلث المعطّل “أداة” تطيير حكومة الرئيس سعد الحريري آنذاك. وبعد كل هذه المحطات يبدو ان من ينسجون التفاهمات الرئاسية لم يتّعظوا ولا قرأوا في كتاب التاريخ اللبناني الحديث، وهنا مكامن الخطر والخوف.

وتضيف المصادر انّ المواقف الداخلية على حالها ولا تبدّل في المعطيات: الرئيس سعد الحريري ماضٍ في قرار ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لكنه لن يعلن جديدا قبل نهاية الاسبوع اذا اكتملت مقومات الاعلان، وعون عازم على ايفاد نوابه الى جلسة 31 الجاري والرئيس نبيه بري يرفع كل لاءاته في وجه حليف حليفه، وحزب الله لا يمكن ان يخالف المناخ الشيعي العام او يكسر الجرة مع الرئيس بري، ولاكتمال سيناريو اللعبة، كلف الحزب بري التفاوض مع اللاعبين المحليين الذين يعتقدون ان الحريري اذا ما اعلن ترشيح عون تختمر الطبخة ويتربع العماد عون مباشرة على كرسي بعبدا، وان زيارة بروتوكولية لرئيس المجلس تحّل المشكلة، او ان حزب الله “يتدبر أمره”. هذا منتهى السذاجة السياسية، تقول المصادر، فليشكلوا والحال هذه، حكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، من دون نبيه بري.

وتشدّد على انّ الاجواء ليست وردية ولا برتقالية، كما يراها العماد عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فتبسيط الازمة الى هذا الحد بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي لا يمكن ان ينتج الحل، اذ وفي خضم تغييرات جغرافية تطال دول المنطقة وتعيد رسم خرائطها “يتلهى” اللاعبون السياسيون في لبنان بتبديل اسماء المرشحين للرئاسة، لكن الثابت والاكيد ان الباب أقفل على لائحة مرشحي بكركي الاربعة ولا يمكن للبنان ان يحظى برئيس الا على مستوى الظرف الاقليمي وخلاف ذلك كارثة الكوارث. و”الله يستر…..” تختم المصادر.