Site icon IMLebanon

“حزب الله” لن يتدخل رئاسياً قبل تفاهم عون مع بري

 

 

كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:

«واهم ومشتبه من يعتقد للحظة أن الخلاف في الرأي بين حزب الله وحركة أمل قد يعرّض الوحدة الشيعية لأي اهتزاز وتحت أي اعتبار، فهذه الوحدة أولوية تتقدم على كل الأولويات لكونها المعبر الى الوحدة الإسلامية المؤدية إلى الوحدة الوطنية».

هذا الكلام يردده قيادي بارز في «الثنائية الشيعية»، في معرض توصيفه المشهد السياسي بعنوانه الرئاسي مؤكدا «حتمية أن تحط كل المبادرات والطروحات على طاولة عين التينة لتكون ولادة أي حل حتمية من خلال هذا الموقع الوطني الذي حمى لبنان في أحلك الظروف وأشد الأزمات».

يروي القيادي «للحقيقة والتاريخ» المسار الذي انتهجته القيادة الشيعية السياسية والدينية، متوقفا عند محطات كشهادات على الواقع، ويقول «سألني أحد المقربين جدا من العماد ميشال عون: أنتم لماذا لا تخدمون ميشال عون؟ فقلت له: بماذا؟، قال: بأن تفعلوا أي شيء لأجل وصوله إلى سدة الرئاسة. أجبته على الفور: نحن من أسقط حكومة سعد الحريري في أدق لحظة وأخطر موقف، دخل الرجل الى البيت الأبيض رئيسا للوزراء وخرج مستقيلا، و»الوزير الملك» في حينها عدنان السيد حسين الذي كنا متفقين مع الرئيس ميشال سليمان عليه، جاء الى الشيخ نعيم قاسم وقال «أنا اتفقت وإياكم مع الرئيس سليمان على البنود التالية، ولكن إذا أنتم تريدون أن أستقيل فأنا أنفذ القرار الذي تتخذونه، وأعلنت استقالة الحكومة من الرابية وقتذاك».

يضيف القيادي: «بعدها حضر الى بيروت وزيرا خارجية قطر حمد بن جاسم وتركيا داود أوغلو واستقبلهما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقالا له:»هذه ورقة بيضاء. ضع الشروط التي تريدها حتى يعود سعد الحريري الى رئاسة الحكومة»، وكان جواب السيد نصرالله الرفض، فقال له وزير خارجية قطر: «يا سيد خذ وقتك بالتفكير ونحن حاضرون للعودة مرة ثانية لزيارتكم، واعتبر أن كل ما تضعه من شروط مقبول سلفا مقابل عودة الحريري الى رئاسة الحكومة ومن بين هذه الشروط إلغاء المحكمة الدولية»، وبرغم ذلك، لم يوافق نصرالله على الإطلاق، وكان جوابه «المحكمة الدولية بالنسبة إلينا غير موجودة ولن نقبل بعودة الحريري».

ومن الضاحية الجنوبية، انتقل بن جاسم وأوغلو الى مطار بيروت، حيث كانت هناك طائرة خاصة تنتظرهما.

يكمل القيادي الرواية التي كان يقدمها الى أحد المقربين من عون ليصل الى ما يسميها «الزبدة»: «لأجل وصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وافق «حزب الله» على سعد الحريري رئيسا للحكومة، فهل المطلوب منا تنازلات أكبر من هذا التنازل ونحن في ذروة المواجهة مع السعودية ونقبل بالحريري رئيسا لحكومة لبنان»؟

ما كان من المقرب من عون إلا أن أجاب بسؤال جديد: «لماذا لا تضغطون على حليفكم الرئيس نبيه بري؟».

يجيب القيادي «انتم قبلتم عقد تفاهم مع الحريري ومع سمير جعجع ومستعدون للوقوف على رأي ومطالب كل الناس الا الرئيس بري لا تريدون التفاهم معه، وهذه مشكلتكم ولا دخل لنا فيها».

وعندما قال المقرب من عون «نحن عقدنا مع الحريري تفاهما لا صفقة»، رد القيادي الحزبي «فليكن مع بري تفاهم مماثل لا صفقة».

ينتهي الكلام عند هذا الحد، ويقول القيادي في «الثنائي الشيعي» إن الحريري ملوم لأنه قرر السير بموضوع ترشيح العماد عون من دون التنسيق مع نبيه بري ووليد جنبلاط، لذلك كان كلام بري للحريري أنك غدا عندما تصطدم مع عون.. من تريد حليفا في المواجهة؟ يومها، أجابه الحريري:»أنت يا دولة الرئيس»، فعاجله بري بكلام حاسم، «انا لست معك واعتبرني في المعارضة منذ الآن»!

الى اين وصلنا اليوم؟

يكشف المصدر أن «عون ينتظر من الحريري إعلان الترشيح وهذا ما تم الاتفاق عليه في لقائهما الاخير، لذلك المطلوب بعد ذلك، خطوة جدية وكبيرة من عون تجاه بري، وبعد هذه الخطوة يتدخل حزب الله لمعالجة الأمور الأخرى مع الحلفاء. أما الان فقد دخلنا في مرحلة من الجمود وما يعقد الأمور هو الآتي:

ـ تردد الحريري نتيجة غياب القرار السعودي الواضح، بعدما ذهب موفد سمع من احدهم في المملكة عدم ممانعة، وذهب موفد ثان وسمع كلاما خلاصته أن الحريري يتصرف من رأسه، وسمع موفد ثالث كلاما مفاده أنه لا دخل لنا وليتحمل الحريري مسؤولية قراره، أي هناك ضبابية في الموقف السعودي.

ـ ثمة معارضة محلية لوصول عون واسعة وعابرة للطوائف.

ويشير القيادي الى أنه «عندما تقول السعودية إنها توافق على ترشيح الحريري لميشال عون، حينها تدرك المعارضة المحلية أن القرار الاقليمي والدولي نضج وتعيد حساباتها ولكن وفق التراتبية السابقة أي أولوية التفاهم مع بري وإلا فإن حزب الله لن يتدخل أبدا».