تترقّب الساحة الداخلية صعود الدخان البرتقالي من مدخنة “التيار الازرق” ايذاناً بتبنّي الرئيس سعد الحريري ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية كما بات مرجّحاً، وقد يحصل غداً في “بيت الوسط” في حضور المرشّح الجديد لـ”المستقبل” واعضاء الكتلة النيابية وشخصيات سياسية من الطرفين.
لكن هذه “الاستدارة الرئاسية الحريرية” في اتجاه العماد عون دونها عقبات حتى الان لا يُمكن تجاوزها بسهولة لايصال الجنرال الى بعبدا. فحقل الغام التفاهمات واسع وشاق، خصوصاً على ضفة عين التينة الذي اعلن سيّدها رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفضه انتخاب عون وذهابه في خيار المعارضة، تقابلها ايضاً ضفة المختارة التي عبّر اعضاء كتلة “اللقاء الديموقراطي” امس بعد لقائهم الرئيس بري عن رفضهم لما يحصل على خط المشاورات الرئاسية وقول الوزير السابق غازي العريضي “خدونا بحلمكم”، ما يعني ان حياكة “الثوب الرئاسي” ستطول وقد تتجاوز موعد جلسة 31 الجاري التي تحمل الرقم 46 لكثرة “الخيّاطين”.
“القوات اللبنانية” التي “تجرأت” على تجرّع كأس العماد عون وتكريسه مرشّحاً طبيعياً لرئاسة الجمهورية بتنازل رئيسها سمير جعجع عن ترشيحه لمصلحته من خلال ما يُعرف بـ”اعلان معراب”، “واثقة من ان “حليفها الجديد” سيسكن قصر بعبدا مجدداً بعد غياب 26 عاماً”، الا انها وبحسب مصدر فيها تحدّث لـ”المركزية” انها “ما زالت تُشكك بنيّات “حزب الله” الرافض اساساً فكرة انتخاب رئيس جمهورية حتى ولو كان اقرب حلفائه، لكن يبدو انه “حُشر” في الزاوية بعد اتّجاه الرئيس الحريري الى تبنّي ترشيح حليفه”.
ويضيف المصدر: “همّنا إنهاء الفراغ الرئاسي باي ثمن حتى من خلال مرشّح “حزب الله”، وهذا ليس انتحاراً سياسياً، خصوصاً ان رئيس الجمهورية لا يمكنه ان يفعل شيئاً بمفرده”، مشيراً الى “تفاهمات سياسية في البلد يجب على العماد عون عندما يُصبح رئيساً ان يحترمها، والا سيكون نصيبه الفشل في اليوم الاول من عهده الرئاسي، هذا هو واقع البلد”.
ويعتبر المصدر ان “ميشال عون كرئيس لتكتل نيابي لن يكون كميشال عون رئيس الجمهورية، فهو سيكون في الوسط لا طرفاً ضد اخر”، داعياً الرئيس نبيه بري “الى ان يركب القطار قبل ان يفوته، ونحن اضافةً الى اخرين نقوم بجهد على خط عين التينة لاقناع رئيس المجلس بالسير بالعماد عون”.
ويُذكّر المصدر “بنضالات “القوات” في “14 آذار” ودعوتها الحلفاء الى عدم “التراخي” مع “حزب الله ” وتقديم التنازلات تلو الاخرى، فنحن كنا “رأس حربة” في هذه المسألة، لكن للاسف لم يصدّقونا ورفضوا مواجهة الحزب سياسياً، لذلك وصلنا الى ما نحن عليه اليوم”.