كتب مروان جرجورة
في زمن الحرب اللبنانية تقاسمت الطوائف المناطق اللبنانية، فاصبح هناك ما يعرف بالـ”الشرقية” و”الغربية”، وانغمست الميليشيات حتى العضم في حروب شوارع دامية وهمجية للسيطرة على هذا الشارع او ذاك. ونصبت الاحزاب حواجز لها في الأزقة والزواريب للتحقيق في هوية المارة، ليصبح الوضع وباختصار “كل ديك على مزبلتو صياح”…
انتهت الحرب اللبنانية فغابت الحواجز والميليشيات وغاب التقاتل وكل اشكال الهمجية والبربرية، ليظهر وبعد حين، في شوارعنا وأزقتنا وزواريبنا: شاب يتميّز بشخصية لامعة وباهرة ومميزة في المجتمع اللبناني العظيم والعريق: انه قائد من نوع اخر…انه شاب الـValet Parking !!!
ذاك الشاب “الطحيش” الذي يفتح لك الباب بثقة واياك ثم اياك! ان تقول له: “افضّل ان اركن السيارة بنفسي”…
ذاك الشاب اللي “بيقفرك” و”بيقيمك” من نظرة حسب السيارة اللي راكب فيا…
ذاك الشاب الذي ان اكرمته اكرمك بصفة “Special” وان لم تكرمه كما يجب يركن لك سيارتك “بشي جل اما بورة اما هيشة”، وبـ”الفلّة” بتنطر شي نص ساعة قدام اصحابك قصاص تيرجعلك سيارتك!
حتى الأن لا جديد طالما ان التعامل مع الشاب الى حد ما يعتبر خيارا بالنسبة إليك…
أما الجديد، فأن تذهب في زيارة لأحد الاصدقاء وتركن سيارتك بجانب الطريق وتترجل منها… وبعد ان تتأكد من انو “الصفة زابطة” يظهر عليك من حيث لا تدري وتتوقع: شب الـ…”Valet” راكضا، لاهثا، معجوقا ومزرزبا عرقا وبيده دفتر الـ”بونات”!
يبادرك شب الـValet بثقة: “استاذ بدنا نعزبك بـ7000 ليرة. هذا المكان تابع لنا نحن المطعم الفلاني.”
فتقف مندهشا وتعيد النظر الى “الصفّة” التي بدت لك مهجورة في البداية وانك “تلقطت فيا لقطة”! ومن ثم تنظر الى الشاب من جديد، ليتبين ان الشاب… اصبح مجموعة شباب! تتبلكم وتفضل عدم الجرصة قدام الـMadame…
هيدي 10000 يا شباب يعطيكم العافية وPlease انتبهولنا عالسيارة “يستر على عرضكم”!…
تنال رضا واحترام الشباب: “اهلا وسهلا بك ريّس ما تعتل هم”!
فهكذا تكون تحولت الشوارع اللبنانية الى مناظق نفوذ شباب الـValet، المحمية والمدعومة واللي “شادة ضهرا” بالطبع بالزعيم البلدي والمناطقي واللي اكيد حصتو محفوظة!
واهلا بك في مزرعة الدولة اللبنانية…
والسلام…