كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:
لم يتغير شيء في بنشعي. الهدوء سيد الموقف كما هو دائما، والجميع ينتظر إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، ليبنى على الشيء مقتضاه، ولاستهلال مرحلة جديدة من المشاورات والاتصالات، بناء على التطورات الرئاسية المستجدة.
زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية لا يتخلى عن ابتسامته التي تعبر عن سلام داخلي يعيشه، وهو يستقبل يوميا العديد من الزوار، وكان آخرهم ظهر أمس تريسي شمعون، التي بحث معها الأوضاع العامة في البلاد، كما استقبل أمس الأول الموفد الفرنسي جيروم بونافون.
ثمة عبارة واحدة يرددها فرنجية على مسامع كل من يسأل حبا، أو يستفسر فضولا: “أنا مستمر في ترشيحي، وهناك من يدعم هذا الترشيح، وعلينا الانتظار والله يقدم اللي فيه الخير للبلد”. وعندما يشعر بأن من حوله يعيشون حالة ارتباك، يؤكد لهم “أنا مرتاح ولا داعي للقلق”.
تكاد الدائرة الضيقة التي تحيط بفرنجية لا تهدأ، زيارات مكوكية، اجتماعات واتصالات وتواصل مع الحلفاء، ولقاءات داخلية يومية للكوادر، وخصوصا وزير الثقافة روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة، المكلفين رسميا من قبل “البيك الزغرتاوي”، واللذين قطع لهما الحريري الشك باليقين ليل أمس الأول خلال استقبالهما في بيت الوسط، عندما أبلغهما صراحة: “نعم أتجه لترشيح عون للرئاسة وأنا مضطر لاتخاذ هذا الموقف”.
تقول مصادر في “تيار المردة لـ”السفير”، “إن الأمور بالنسبة لسليمان فرنجية ما تزال على حالها، والارتياح قائم، بالرغم من التبدل الذي طرأ على بعض المعطيات بفعل الموقف المستجد للرئيس الحريري، وما تزال الاتصالات والمشاورات جارية على قدم وساق”.
لا تخفي هذه المصادر أن “قرار الحريري ترشيح عون، لم يبدل من موقف المردة تجاه العلاقة الشخصية التي توطدت معه خلال فترة التسعة أشهر الماضية”، مؤكدة أن “هناك علاقة ودّ وثقة بُنيت بين فرنجية والحريري يحرص الرجلان على استمرارها، بغض النظر عن معركة الرئاسة”.
وتؤكد هذه المصادر “ان ترشيح عون لا يعني إنتخابه رئيسا، بل الأمور تحتاج الى خطوات إضافية وهذا ما بدأ يتبلور من خلال بعض المواقف، كما أن أبواب قصر بعبدا لا تفتح بمجرد إعلان هذا الترشيح”، مشيرة الى أن فرنجية مستمر في ترشيحه، وأن “لا أفق حول إمكانية انسحابه”.
وتقول هذه المصادر “إن المعطيات القائمة تشير بوضوح الى أننا مقبلون على معركة انتخابية ديموقراطية في مجلس النواب، وطبعا فإن كل فريق يستعد بجدية تامة من خلال الاتصالات والمشاورات والبوانتاجات التي يجريها حول الأصوات التي يمكن أن ينالها”.
وتشير الى “متانة العلاقة مع الرئيس نبيه بري الداعم الأساسي لترشيح فرنجية للرئاسة، إضافة الى التواصل اليومي مع الرئيس نجيب ميقاتي، في حين أن العلاقة مستمرة مع زعيم المختارة وليد جنبلاط”، مؤكدة “أن فرنجية لديه الكثير من الأصدقاء السياسيين من كل الاتجاهات، وهو على تواصل معهم، وهو مستمر في مشاوراته مع كل من يعنيه أمر الرئاسة في لبنان”.
لا تتحدث مصادر “المردة” عن مرحلة ما بعد انتخاب عون للرئاسة إذا حصل ذلك، لأنه “بعد بكير”، مؤكدة أن “أحدا لا يستطيع التكهن بما ستكون عليه أجواء المرحلة المقبلة، خصوصا في ظل التطورات السياسية اليومية المتلاحقة”.
يبدو واضحا من حراك “تيار المردة” أنه ذاهب حتى النهاية في استثمار الفرصة الرئاسية التي ما تزال ممنوحة لزعيمه، وذلك انطلاقا من تجارب سابقة، حيث في السياسة اللبنانية “يخلق الله ما لا تعلمون”، ولطالما نام مرشحون رؤساء، واستفاقوا ليجدوا أن كرسي الرئاسة آلت الى غيرهم.