ضغطت ألمانيا وفرنسا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمديد وقف الضربات الجوية في سوريا ووقف القصف “الإجرامي” للمدنيين لكنهما قالتا إن المحادثات الرباعية التي استهدفت إنهاء العنف في شرق أوكرانيا أحرزت بعض التقدم.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحافيين بعد ما وصفتها بمناقشات “صعبة” مع بوتين بشأن الأزمة في سوريا “نحن نتحدث هنا عن أنشطة إجرامية، عن جرائم ضد المدنيين”.
واستخدم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عبارة “جرائم حرب” وانتقد الزعيمان روسيا لمهاجمة المدنيين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
وقالت ميركل: “نتفق على ضرورة مكافحة الإرهاب ولكن ليس الثمن أن يدفع 300 ألف شخص هناك حياتهم وأن يعانوا بدون كل الإمدادات الضرورية” مما يعكس تنامي القلق في أوروبا والولايات المتحدة بشأن دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد”.
وستناقش ميركل وهولاند ما دار في المحادثات خلال قمة للاتحاد الأوروبي مساء اليوم الخميس حيث من المقرر أن يبحث الاتحاد ما إذا كان سيفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب قصفها لمدينة حلب السورية المحاصرة.
وقالت ميركل إنها “لا تستبعد فرض عقوبات لكنها قالت إن اجتماع اليوم الخميس 20 ت1 سيركز على مساعدة المدنيين”.
وأضافت: “أوضحنا للغاية الليلة أن روسيا تتحمل مسؤولية كبيرة تتجاوز القصف سيقرر (الاجتماع) إمكانية إدخال المساعدات الإنسانية وإمكانية البدء في عملية سياسية”.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي منفصل: “إن موسكو اقترحت إقرار دستور جديد في سوريا لتسهيل الانتخابات المستقبلية”.
وأضاف أيضاً أن “روسيا مستعدة لتمديد وقف لمدة ثماني ساعات في الضربات الجوية في سوريا”، مؤكدا على أهمية “استئصال الإرهاب”.
ودعا الولايات المتحدة إلى فصل جبهة النصرة عما وصفه “بالمعارضة الصحية” في سوريا.
وأقر هولاند بعرض بوتين تمديد وقف إطلاق النار لكنه قال إن “الأمر يتطلب وقف القصف لفترة أطول من أجل إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية.”
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل بعد المحادثات “وقف (الضربات الجوية) لساعات قليلة غير منطقي النقطة الأساسية هي أنه لا يمكن لسكان حلب الاستمرار في العيش في ظروف لا تحتمل”.
وأصرت ميركل على أن يوافق بوتين على مناقشة الوضع في سوريا على هامش ما يسمى باجتماع “رباعية نورماندي” بشأن أوكرانيا. وهذه هي أول زيارة للرئيس الروسي لألمانيا منذ عام 2013.
جاء الاجتماع بعد ساعات على ورود أنباء عن استعداد سفن حربية روسية قبالة ساحل النرويج لتعزيز هجوم على مدينة حلب المحاصرة.
وقالت ميركل: إن “اجتماعاً منفصلاً مع هولاند وبوتين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وهو الأول منذ أكثر من عام أسفر عن اتفاق على وضع خارطة طريق أولية لتطبيق اتفاق مينسك الذي تم التوصل إليه في شباط 2015.”
واضافت: “إن وزراء الخارجية سيعملون على وضع التفاصيل بشأن الخطة في تشرين الثاني لكنها أوضحت أن الأمر يتطلب عملاً شاقاً”
من جهته، قال بوروشينكو: “إن الأطراف اتفقت خلال الاجتماع الذي استغرق خمس ساعات على انسحاب القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا من أربعة مناطق جديدة على جبهة القتال في منطقة دونباس”.
واتفقوا أيضاً على إمكانية تسليح مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وعدم عرقلة أنشطتهم في مراقبة ما تسمى بعملية مينسك للسلام.
واضاف بوروشينكو للصحافيين إن “الانتخابات المحلية لا تزال محل خلاف حيث تصر أوكرانيا على أن الانتخابات لن تجرى في منطقة دونباس إلا بعد انسحاب القوات الأجنبية”.
واندلعت أعمال العنف من جانب الانفصاليين في شرق أوكرانيا عام 2014 مما أسفر عن مقتل 9600 شخص حتى الآن. ولا يزال العنف مستمراً رغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في مينسك عاصمة روسيا البيضاء العام الماضي.
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بإطالة أمد العنف.