اكتشف متطوعو “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” أخيرا كهف نبع الطاحون في الوادي المقدس، وذلك بعد كهفي البيدر وحفافي القصب.
وأوضح معد مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس ومديره جورج عرب، ان “أعدادا من الكهوف والمغاور تنتشر حول طواحين ومعاصر الوادي المقدس، التي غالبا ما استعملت مستودعات للقمح والطحين وسائر الحبوب وللزيتون والعنب. كما كان بعض هذه الكهوف يحتضن ينابيع تستعمل مياهها في دورة الطواحين والمعاصر وفق ما يروي المعمرون في الوادي”.
واعلن “ان الروايات المنقولة اشارت الى وجود أحد كهوف الينابيع قرب طاحون قنوبين، بالاضافة الى كهف او مغارة البيدر القريبة من بيدر القرية، حيث كان يتم فصل القمح عن السنابل تهيئة لنقله الى الطاحون، وكهف حفافي القصب حيث كانت تتم أعمال تفحيم الحطب اي تحويله الى فحم ( مشاحر)”.
ولفت الى “ان نبع الطاحون ينساب من سقف وجدران الكهف في محلة تعلو الطاحون، وتوازي مجرى المياه التقليدي المتصل به والمعروف باسم مجرى الموجة ناحية “قمين الكلس” (مكان تصنيع الكلس بالطرق البدائية) تغمره الاشواك القاسية والنباتات البرية، وقد رفعت تسهيلا للوصول الى الكهف المحاط بالجلول الزراعية”.
وأوضح عرب ان الكهف عبارة عن تجويف في أسفل شير صخري، علو مدخله 125 سم وعرضه 50 سم، مساحته تقارب 15 مترا مربعا، يحمل على جدرانه الصخرية ترسبات مائية متحجرة بخليط الوان يتمازج بين الترابي والابيض والاخضر، وتنساب المياه على هذه الجدران وتتساقط من السقف مشكلة ترسبات عمودية دقيقة. وتبدو أرض الكهف الصخرية ملساء مسطحة تراكمت فوقها طبقات من الوحول والاتربة والاعشاب. يشرف الكهف على الوادي بعمقيه الغربي حيث تتراءى مغارة عاصي حدث الجبة، وموقع حديقة البطاركة، والشرقي حيث يتراءى الكرسي البطريركي في الديمان على مشارف الوادي.
وقال: “هذا الكهف يضاف الى مجموعة معالم قائمة وسط القرية تضم، الى الطاحون، آثار قمين الكلس، والبيدر والمشاحر ومدرسة القرية المعروفة باسم مدرسة “الاستاذ وديع”، وقد انجزت رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث دراسات ترميم الموقع بكامله وتحويله محطة استراحة سياحية مجهزة، وسوف ترفع هذه الدراسات قريبا الى المديرية العامة للآثار التي تضع الشروط الفنية والقانونية للاشغال وتشرف عليها”.