مع اشتداد حدة المنافسة بين المرشحين للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، ظهرت مصطلحات نادرة على الديموقراطية الغربية، لكنها تمثل ممارسة شائعة في دول العالم الثالث.
ففي المناظرة الرئاسية الأخيرة بينهما، الأربعاء، في لاس فيغاس، وفي سياق تبادل الاتهامات الذي مثل طبيعة حملتيهما، توقع ترامب تزوير الانتخابات لصالح كلينتون، بينما زعمت هي أن روسيا تتدخل في السباق الانتخابي عبر دعمها للمرشح الجمهوري.
وقال ترامب إن “هذه الانتخابات ستزوّر وسيتم التلاعب بها”، ورد على سؤال من مدير المناظرة بشأن قبوله بنتائج الانتخابات إذا فازت كلينتون، فقال إنه سينظر في الأمر في حينه، مؤكدا أنه يريد إبقاء “التشويق” بهذا الشأن.
وأثارت الجملة حفيظة كلينتون التي قالت إن “هذا أمر مروع”، كما اتهمت ترامب بالحديث عن التزوير كلما تعرض تعرض لضغوط.
واتهامات التلاعب والتزوير أمر نادر في التراشق بين المرشحين في الممارسة الانتخابية الأميركية.
وكان ترامب قد أشار في وقت سابق إلى وجود كشوف ناخبين وهميين أو متوفين لم يتم تنقيحها، وقدر عددهم بما يفوق مليون شخص.
ويذكر ذلك بما يحدث عادة في الانتخابات النيابية والرئاسية في عدد كبير من دول العالم الثالث، حيث يتم تزوير بطاقات الانتخاب وإدراج متوفين في كشوف التصويت من أجل الفوز بالمقعد النيابي أو الرئاسي.
وفي محاكاة أخرى للدول النامية، أثارت كلينتون فرضية وجود دعم أجنبي لخصمها، والأسوأ أنه من روسيا، الخصم اللدود للولايات المتحدة.
وأوضحت المرشحة الديموقراطية أنه استنادا إلى معلومات استخبارية، فإن روسيا شنت سلسلة هجمات إلكترونية على مؤسسات أميركية، مشيرة إلى واقعة البريد الإلكتروني التي كانت مدخلا واسعا للهجوم عليها من قبل معسكر ترامب.
وذكرت أن الهدف من هذه الهجمات هو التأثير على نتائج الانتخابات، عبر تسليم المعلومات المقرصنة إلى موقع ويكيليكس لنشرها.
وقالت إن ترامب سينفذ كل ما يريده الرئيس الروسي الذي يحاول دعم ترامب “ليرى دمية له رئيسا للولايات المتحدة”.
والتأثير على سير الانتخابات من جانب دولة أجنبية كان الفاعل فيه دائما قوى إقليمية مهيمنة أو عالمية مثل الولايات المتحدة، أما أن يصير الفاعل مفعولا به، فذلك أمر جديد على الدولة الأعظم في العالم.