Site icon IMLebanon

باسيل: هذا ما اتفقنا عليه مع الحريري

اكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل “أننا معنيون بمعادلة أن الأقوياء هم من يجب أن يتمثّلوا في الحكم بفعل قوتهم التمثيلية، كما أننا معنيون بأن يكون سعد الحريري هو القوي” في طائفته.

وقال باسيل في حديث لصحيفة “الأخبار”: “كنا ولا نزال نرغب في أن يكون الرئيس نبيه بري من ضمن التفاهم الرئاسي لأن هذا موقعه الطبيعي”.

واضاف: نحن ماضون في طريق استكمال التفاهمات الوطنية التي بدأناها عام 2006 بمذكرة التفاهم مع حزب الله التي جنّبت لبنان آنذاك الانقسام الكبير، مروراً بالتفاهم مع القوات اللبنانية الذي حقّق الحد الأدنى من التماسك المسيحي الضروري للتماسك الوطني.

اليوم، وصلنا الى الغاية التي ننشدها منذ 2005 بتحقيق تفاهم مع تيار المستقبل على الشراكة. الشراكة بمعناها الوطني الواسع، وبمعناها في الحكم، أي رئيسا جمهورية وحكومة يتشاركان في السلطة التنفيذية، فيما السلطة التشريعية، بطبيعة الحال، لها دورها الكبير.

ما تحقق مع تيار المستقبل أساسي جداً ليس فقط لمقتضيات الشراكة، وإنما أيضاً لأن مثل هذا التفاهم بات أكثر إلحاحاً في ظل موجة التكفير السائدة في المنطقة. ونحن نرى أن للرئيس سعد الحريري دوراً أساسياً في إعادة إبراز الصورة المعتدلة والمنفتحة للإسلام، وهو الدور الذي لعبه سنّة لبنان دائماً، وبما يناقض الصورة الهمجية التي تقدمها التنظيمات الارهابية. وواجبنا أن نساعده في ذلك لأن نجاحه ضروري للبنان ولكل العالم. المسيحية مرت بمراحل مماثلة من الهمجية قبل أن يأتي من المسيحيين من نقلها وطوّرها. هكذا نرى الدور الذي يمكن أن يلعبه الرئيس الحريري.

هذا التوجه، بالتأكيد، لا يتناقض مع تفاهمنا مع حزب الله من أجل ترسيخ طمأنينة داخلية بأن سلاح المقاومة تجاه اسرائيل أعطى قوة للبنان.

وقال باسيل: أهم ما تفاهمنا عليه مع الحريري هو أننا نريد أن نبني دولة. هذا كان مطلبنا وإذا كان مشتركاً فليكن. برأينا، بناء الدولة لا يكون من دون حرية وسيادة واستقلال، والتعبير عن ذلك أن انتخاب الرئيس يحصل بقرار لبناني. صحيح أن الرئيس الحريري تحدث عن مخاض طويل قبل الوصول الى قراره. ولكن، بالنسبة إلينا، الأمر طبيعي لأن العماد عون مفروض، ليس بقرار خارجي، وإنما بقوة أكثرية يمثلها، وهذه القاعدة التي نريد أن نكرسها. أول مقومات بناء الدولة استقلالية قرارها، وهذا نعبر عنه اليوم برئيس مختار من الشعب وميثاقي بمعنى الالتفاف الذي حصل حوله. بناء الدولة، أيضاً، يكون بأن لا تعايش فيها مع الفساد. إذا أردنا الابتعاد عن الاتهامات بالكيدية وبفتح الملفات، على الأقل فلنتطلّع إلى مستقبل من دون فساد. بناء الدولة يكون بامتلاكها هوية واضحة وبأنه لا يمكنها أن تعيش مع الارهاب، وهذه أولوية مطلقة. كما يكون بالاتفاق على نظرة اقتصادية تحقق إزدهاراً وقوة للبلد. كل هذه الأسس كان من الضروري أن نتفاهم حولها، وكلها تُختصر تحت عنوان بناء الدولة. وفي هذا، لا الرئيس الحريري خاسر ولا فريقه ولا البلد، والكل سيكون رابحاً.

واضاف:  تفاهمنا طال كل شيء، ولكنه بقي في إطاره العام من دون أن يأخذ أي طابع، لا مكتوب ولا تفصيلي بتنفيذيته. على سبيل المثال، تحدثنا عن حكومة وحدة وطنية نرغب نحن والمستقبل ان تشمل الجميع. هذه رغبتنا، ولكن هل يمكن أن نجبر أحداً عليها اذا تبيّن في المشاورات أن أحداً لا يرغب في أن يكون جزءاً من حكومة كهذه؟ وهذا ينطبق على كثير من الأمور الأخرى.

هناك مواضيع ليست بحاجة للنقاش فيها لأن المواقف منها معروفة. موقفنا من سلاح المقاومة واضح. أولاً هو من ضمن بنود وثيقة تفاهمنا مع حزب الله، وثانياً هذا أمر تطرقت إليه كل البيانات الوزارية في الحكومات السابقة، ما يعني أن هناك اتفاقاً لبنانياً حوله. وثالثاً، وعلى المدى الأبعد، هو من ضمن استراتيجية دفاعية يتفق عليها اللبنانيون في حوار وطني.

وتابع باسيل: نحن معنيون بمعادلة أن الأقوياء هم من يجب أن يتمثّلوا في الحكم بفعل قوتهم التمثيلية، كما أننا معنيون بأن يكون سعد الحريري، بما يمثل من صورة للاسلام المعتدل، هو القوي. هذا ما نحن معنيون به، ولكن على الرئيس الحريري ان يترجمه، كما أن علينا نحن أن نترجمه أيضاً.

واشار باسيل الى انه “منذ البداية لم نتعاطَ مع الرئيس بري بأقل من موقعه وأهميته الدستورية والوطنية. وكنا نعتبر طوال الوقت، بالاتفاق معه، انه في موقع المؤيد لنا. في النهاية، هو فضّل أن يكون له خيار آخر لم نكن نتوقّعه. هذا قراره الذي نحترمه، وإن كنا ولا نزال نرغب في أن يكون من ضمن هذا التفاهم وهذه الشراكة لأن هذا موقعه الطبيعي”.

ولفت الى أن التفاهم مع النائب وليد جنبلاط “يشكّل ضرورة للجبل ولبنان ولتحقيق وحدة وطنية حقيقية”، مشدداً على أن “هناك ما يكفي من الثقة بيننا وبين حزب الله لعدم هزّ تفاهمنا”، وأن “موقفنا من سلاح المقاومة واضح وهو من ضمن بنود وثيقة التفاهم”.

نص المقابلة