تتخوف مصادر سياسية مستقلة من أن يرفع “حزب الله” الكثير من العقبات أمام الرئيس سعد الحريري، فيطالب بالثلث المعطل في الحكومة وبحقائب وزارية معينة، كما قد يرفض اسناد وزارات محددة الى خصومه السياسيين، ذلك أن “الضاحية” ستسعى الى احاطة نفسها بـ”سترات نجاة” كثيرة تحميها من أي موجات “فجائية” قد تهب في الفترة المقبلة، من جراء التفاهمات التي قامت بين “التيار الوطني الحر” من جهة و”القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” من جهة أخرى، وقرر على أساسها بيت الوسط ومعراب تبني ترشيح العماد ميشال عون حيث يتخوف “حزب الله” من الجانب غير المعلن منها.
الا ان هذا الخوف يبدو له مبرراته؟، بحسب ما أفادت المصادر عبر “المركزية” فرئيس حزب “القوات” سمير جعجع اعتبر اليوم “اننا كنا أمام خيارين، إما الذهاب مع “حزب الله” وكسر الجمهورية وإما سحب العماد ميشال عون من هناك”، سائلا في حديث تلفزيوني “لو كان العماد عون ذراع طهران في السلطة كما يُقال أكان عارضه الرئيس نبيه برّي بهذا الشكل؟ فعون حين يصل الى رئاسة الجمهورية ونظراً لأنه شخص براغماتي سيكون همّه إنجاح رئاسة الجمهورية وهذا ما يزعج حزب الله”. وعلى الخط عينه، تقول مصادر مستقبلية لـ”المركزية” إن العماد عون بتسليمه بالنظام القائم ومجاهرته بالتمسك بـ”اتفاق الطائف”، إنما قطع الطريق على مشروع “حزب الله” الخفي الذي كان يستثمر في الفراغ الدستوري للوصول الى المؤتمر التأسيسي”، مبدية اطمئنانها لأن “العهد المقبل سيكون عهد تثبيت دعائم “الطائف” واستكمال تطبيقه”، ومراهنة على ان يكون جنرال “بعبدا” مختلفا عن جنرال “الرابية”.
وبالعودة الى المعضلة الحكومية المتوقعة، لا تستبعد المصادر المستقلة، ان يحل موعد الانتخابات النيابية المقبلة قبل ان ينجح زعيم “المستقبل” في تشكيل حكومته خصوصا ان الرئيس نبيه بري الذي لطالما لعب دور همزة الوصل بين الفرقاء وحاول التوفيق بين وجهات النظر المتباعدة، يبدو حسم أمره بالانتقال الى خندق المعارضة وبعدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة. وما يعزز خشية المصادر من انطلاقة عرجاء للعهد الرئاسي مواقف الرئيس بري من جنيف حيث أبدى اعتقاده بأن تشكيل الحكومة “سيستغرق على الاقل بين خمسة وستة اشهر بحيث نكون قد وصلنا الى الانتخابات النيابية، وعندها نصبح امام المشهد الآتي: رئيس جمهورية بلا حكومة، ورئيس مكلف من دون تأليف، وحكومة تصريف اعمال، ومجلس نواب ممدد له”، مشيرا الى ان “المتضرر الاكبر من هذا الواقع هو رئيس الجمهورية الجديد، وهذا كله سيؤدي الى امتصاص زخم العهد، مع الاشارة الى ان الاهم من العرس هو شهر العسل واكل العسل” على حد تعبيره.