يجد المدنيون النازحون من مدينة الموصل شمالي العراق، أنفسهم ضحايا المعارك، لكن هذه المرة بسرقة المساعدات التي قدمتها لهم المؤسسات الدولية في مخيماتهم التي لجأوا إليها.
فقد قال رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي، إن المسؤولين عن إغاثة الفارين من العمليات العسكرية “سرقوا مواد الإغاثة”، مشيرا إلى تصريحات مسؤولين بالأمم المتحدة بهذا الخصوص.
ويدور الحديث عن نهب القوات العراقية 200 خيمة قدمتها وزارة الهجرة والمهجرين العراقية للنازحين، إضافة إلى 8 صهاريج مياه قدمتها الأمم المتحدة للمهجرين في مخيم طينة بالقيارة في محافظة نينوى غربي الموصل.
وتأتي هذه الحادثة لتصب الملح على جرح النازحين من الموصل، في وقت لا تزال الاتهامات توجه إلى حكومة حيدر العبادي بعدم الاستعداد لعمليات النزوح من الموصل، أو فتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الأحد، إن القتال حول مدينة الموصل أجبر نحو 6 آلاف عراقي على الفرار من منازلهم خلال ثلاثة أيام من بدء العمليات العسكرية.
وأضاف غراندي خلال مؤتمر صحافي في عمان، إن “المفوضية سيكون لديها خلال يومين أو ثلاثة 30 ألف خيمة تكفي 150 ألف نازح” قد يفرون من الموصل، وسط مخاوف من استخدام المدنيين دروعا بشرية في العملية العسكرية المستمرة من 8 أيام.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن عدد المحاصرين داخل الموصل يقدر بنحو مليون و200 ألف شخص، بعد نزوح أكثر من 100 ألف عراقي من المدينة، خلال فترة الاستعداد للمعركة.
وتتوقع المفوضية أن تتسبب معركة استعادة الموصل من داعش بنزوح مليون شخص، من بينهم 100 ألف قد يتجهون نحو أربيل والسليمانية، و250 ألفا نحو شمالي نينوى، و350 ألفا نحو جنوبي نينوى وصلاح الدين.
وقد شيدت الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان، ثلاثة مخيمات لإيواء النازحين المحتملين من الموصل، فيما يستعد مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية (14 كيلومترا عن الحدود العراقية) لاستقبال لاجئين عراقيين قادمين من الموصل.