مع تزايد الحديث عن معركة استعادة الرقة من تنظيم داعش المتطرف، ترتفع الأصوات الأميركية بوجوب مشاركة القوات الكردية السورية في تلك المعركة، في الوقت الذي تحذر تركيا من دخول تلك القوات في المعركة وتضع شروطها للمشاركة فيها.
وتعتبر واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا حليفها الأساسي لمحاربة داعش هناك، في حين تراهم تركيا جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمل الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ أكثر من 30 عاما.
وعلى هامش معركة الموصل التي انطلقت منذ أكثر من أسبوع، قال الجنرال ستيفن تاونسند، وهو أكبر قائد عسكري أميركي في العراق، الأربعاء، إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية سيكونون جزءا من القوة التي ستعزل مدينة الرقة معقل داعش بسوريا.
وأوضح تاونسند “القوة الوحيدة التي تتمتع بالقدرة في أي مدى قريب هي قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل وحدات حماية الشعب جزءا كبيرا منها.. سنتحرك قريبا لعزل الرقة بالقوات المستعدة للذهاب.”
في الجهة الأخرى، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حدد للأميركيين شرطا للمشاركة في معركة طرد تنظيم داعش من الرقة، وهو استبعاد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات الحماية الكردية الجزء الأكبر منها.
بينما اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في تصريحات سابقة أن التعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية في معركة انتزاع السيطرة على مدينة الرقة من شأنه أن يُعَرِض مستقبل سوريا للخطر.
وترى تركيا أن القوات الكردية في سوريا تحاول السيطرة على مزيد من الأراضي في سوريا، ما يعزز الكيان الفيدرالي الذي تسعى لتأسيسه في شمال شرقي البلاد. وما يشكل تهديدا لها على حدودها الجنوبية.
وبدأت تركيا في آب الماضي عملية “درع الفرات” التي تدعم فيها مقاتلين من الجيش السوري الحر لمواجهة تنظيم داعش والقوات الكردية، وتمكنت بالفعل من طرد داعش من مناطق رئيسية مثل جرابلس والراعي ودابق. لكنها لا تزال تسعى لإخراج المقاتلين الأكراد من منبج.
واعتبرت تركيا أن استراتيجية دعم الجماعات المحلية في “درع الفرات” قد تكون ناجحة ويمكن تكرارها في الرقة بدلا من الاعتماد على القوات الكردية.