كتبت مي صايغ في صحيفة “الجمهورية”:
للمرة الأولى في لبنان، يحتفل الجيش الروماني في عيده. مناسبة أراد من خلالها سفير رومانيا فيكتور ميرسيا تسليط الضوء على عمق العلاقات بين حكومتي بوخارست وبيروت، اللتين تضعان اللمسات الأخيرة على توقيع اتفاق عسكري بين البلدين، والتذكير بأنّ رومانيا بصفتها صديقة قديمة للبنان، تدعم جيشه كونه الركيزة الأكثر أهمية لتحقيق الإستقرار.لدى رومانيا رغبة في توطيد التعاون العسكري مع لبنان، وقد خاضت مفاوضات طويلة نسبياً مع الحكومة اللبنانية ليشهد «الاتفاق العسكري» بين البلدين النور.
وينوّه ميرسيا خلال حفل استقبال أقامه أمس في الذكرى السنوية الـ72 لـ«يوم القوات المسلحة الرومانية»، في نادي الضباط في اليرزة بالتعاون بين الجيشين الروماني واللبناني، ويقول: «نحن على وشك الإنتهاء من إتفاق عسكري بين حكومتي بلدينا. كما ندعم جهود لبنان من أجل الحفاظ على وحدته واستقلاله واستقراره. ومن المهم بالنسبة إلينا جميعاً أن يبقى لبنان بعيداً من الإضطرابات في المنطقة».
ويرى أنّه «من أجل أن يكون لبنان قوياً، فهو في حاجة إلى مؤسسات قوية، بدءاً من رئيس الدولة. وأنا واثق أنّ الفراغ الرئاسي الطويل جداً سينتهي قريباً، وسيكون للبنان رئيس حائز على أوسع تأييد سياسي وشعبي».
ويُذكّر ميرسيا بأنّه في 25 أكتوبر 1944، حرر الجيش الروماني آخر قطعة من الأراضي الرومانية من الإحتلال، وخلال الحرب العالمية الثانية خسرت رومانيا أكثر من 92 ألف شخص وأصيب 800 ألف بجروح، فضلاً عمن تحولوا الى سجناء حرب ومفقودين.
ويقول: «اليوم نكرِّم أولئك الذين حاربوا من أجل استقلال وحرية وسيادة ووحدة الأراضي الرومانية، والذين فقدوا أرواحهم ومن حَموا ويستمرون في حمايتنا، الأبطال الذين نعرفهم والذين لم نعرف أسمائهم».
ثمن كبير دفعته رومانيا، وقد مرّ شعبها في أوقات صعبة بعد الحرب، لكن بدعم الأسرة الدولية، بتنا ننعم بالسلام والأمن منذ أكثر من 70 عاماً، يتابع ميرسيا.
ويقول: «اليوم رجالنا ونساؤنا ينخرطون في مهمات لتحقيق السلام والأمن في العالم، ولا سيما مهمات حفظ السلام، ويعملون لمكافحة الإرهاب وتقديم الخدمات الإنسانية في إطار حلف الأطلسي ومنظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في محاولة منّا لجعل العالم أكثر أمناً». ويضيف: «في السنوات الماضية، تدهور الوضع الأمني في جوارنا، وفي الشرق الأوسط.
نحن منخرطون مع حلفائنا داخل الإتحاد الأوروبي والأطلسي، في إعادة تكوين قدراتنا الدفاعية. و منذ عام 2017 نسعى الى تخصيص 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للموازنة الدفاعية، وتعزيز القدرة التشغيلية لجيشنا يبقى أولوية».
وبخلاف رومانيا، لم ينعم لبنان بـ70 سنة من الإستقرار، فحدوده مهدّدة كل يوم من الحرب الدائرة في جواره، حسب ميرسيا الذي يختم حديثه بالتشديد على أنّ رومانيا كصديقة قديمة للبنان تدعم جيشه كونه الركيزة الأكثر أهمية لتحقيق إستقرار البلد.