كتب مروان جرجورة
وحميت رئاسيا بعدما انقلبت التحالفات وتقدمت اسهم هذا المرشح على ذاك! بالطبع من دون ان نفهم لماذا تحالف هذا مع ذاك او لماذا تخاصم الحلفاء ولا حتى كيف اجتمع الاخصام؟ ولماذا ما كان بالامس تحت الطاولة اصبح فوقها اليوم؟ او ولماذا الذي كان مستورا لفترة اصبح علنيا وعنوان لمرحلة!
اما اللذيذ في الامر، انه وكردة فعل معتادة على أي حدث، يتفاعل الشعب اللبناني بالطريقة النمطية نفسها: يتحمس البعض وينقهر البعض الأخر.
الى اللبناني الذي يسأل يوميا “لماذا نحن شعب لا يتقدم”؟ اليك اكتب.
في البداية، اعتقد انه عليك ان تقتنع انك انت اصل المشكلة! لانك تهتم وتتحمس لأشخاص ولم تسأل يوما عن اي برنامج انتخابي تقرر على اساسه ما الذي يناسبك ويناسب مستقبلك ومستقبل الاجيال القادمة في هذه البلاد.
فهل لاحظت ان المرشحين الى مختلف المناصب الرسمية لا يكلفون نفسهم حتى عناء التحضير لبرنامج كما يحصل اليوم مثلا على صعيد الانتخابات الرئاسية. وهل انتبهت ان كل ما يفعلونه هو اسماعك خطاب طائفي تصعيدي ليخدرونك من وقت الى اخر لانهم بالاصل هم من برمجوا عقلك على هذا الاساس.
فهل لديك فكرة مثلا ما هي خطة المرشحين الرئاسيين بالنسبة للكهرباء؟ وهل انك ستبقى تدفع فاتورتين وتسأل “اذا دولة او “موتور” ستة سنوات اضافية او ان احدهم وعدك احدهم ان الكهرباء ستأتي 24 /24 بعد فترة من الزمن؟!
وما هي الرؤية لحل ازمة النفايات التي ستعود ولو بعد حين؟ هل المزيد من جبال الزبالة والمحارق العشوائية والمزيد من السمسارات والعصي بالدواليب امام الحلول العصرية والعلمية؟
وهل تحدث لك احدهم عن سياسة جديدة مقترحة لمواجهة الشح في المياه في موسم الجفاف؟ وهل ستبقى اصوات “موتورات السيترنات” تلعلع في الشوارع والازقة لتعبئة خزانات المياه على السطوح؟
وماذا بالنسبة للانترنت التعتير في بيوتنا ومكاتبنا؟
وما خياراتهم العبقرية للتخفيف من زحمة السير الخانقة اليومية على شبه الطرقات اللبنانية؟
وماذا بجعبتهم من افكار بالنسبة للحد من هجرة الشباب المثقف والمتعلم؟ وللحد من نسبة البطالة المرتفعة ومن غلاء المعيشة؟
هل وعد احدهم انه سيطور التعليم الرسمي فتخفف عنك ايها المواطن رب العائلة من عبء قسوطات المدارس والجامعات الخاصة؟
وهل ضمن لك احدهم انك لن تتبهدل بعد اليوم امام ابواب المستشفيات لأنه سيعمل جاهدا لتطوير المستشفيات الرسمية والحكومية؟
هل اصر احدهم انه سيحارب الفساد في مؤسسات الدولة حتى العضم وابتلاعه من جذوره؟
ايها اللبناني،
كم انت مسكين! فقط تفرح لأن زعيم طائفة انتصر على زعيم طائفة اخرى؟ وانو فلان “بعصو” لعلتان؟ وفي الحقيقة انك ان نظرت لوضعك ستتأكد “انو ما حدا قاعد عـ”الخازوق” غيرك”.
ايها اللبناني،
احذر! ما يجري ليس سوى مافيا تختلف على حصص وغنائم ما تبقى من الدولة المنهوشة المنهكة.
فان اتفقوا يتفقون على حسابك، وان اختلفوا فلا تكون سوى تمثيلية لتحسين الشروط وبالطبع ولا تقلق فهذا ايضا على حسابك!
ايها اللبناني،
“القصة منا دايما فريقين فوتبول عم تحمس فريق منن”! القصة مستقبلك ومستقبل اولادك.
ايها اللبناني،
متى ستتعلم ان تسأل لتحاسب؟
حتى الأن وطالما انت غارق في ثبات عميق. اعلم انك لا تستحق افضل من هذا العجوز او ذاك الاقطاعي ليحكمك ويتحكم بحياتك، ويستعبدك من جديد. وبتستاهل!