كتبت ملاك عقيل في صحيفة “السفير”:
أنجز خطاب القسم. ميشال عون كتبه بيده. حصل ذلك قبل أن يرشّحه سعد الحريري بفترة قصيرة. الأدق أن جزءاً منه كان قد خطّه قبل أشهر مستنداً الى سلسلة مدوّنات يحتفظ بها منذ زمن طويل، يقول العارفون إنها تصلح لأن تكون “موسوعة” بحدّ ذاتها!
في الرابية، “الجنرال” يوضّب أغراضه الخاصة تمهيداً للانتقال إلى القصر الجمهوري بعد 26 عاماً من خروجه الدراماتيكي منه. يستقبل مهنئين بناء على مواعيد مسبقة، ويطلق العنان لمخيلة رئاسية تَعِدُ بالكثير “بسّ صير فوق”. لا open doors في الرابية، ولا وفود شعبية تفترش الساحات بالسيف والترس والطبل ومكبّرات الصوت. يوم الأحد سيكون اليوم الأخير لـ “الجنرال” في الرابية، لكن الساعات الفاصلة عن “الاثنين الكبير” تبدو كدهر!
ثمّة ما يعكّر صفو الفرحة الرئاسية الموعودة. يكفي عدم حسم مسألة دورة أولى أو دورة ثانية للانتخاب، عقدة الرئيس نبيه بري، تحدّي استمرار ترشيح سليمان فرنجية، التلويح المبكر بـ “الجهاد الأكبر” بعد الانتخابات الرئاسية.
موعد 31 تشرين الأول ثابت كطلوع الشمس في “أجندة” العونيين، لكن المفاجآت السلبية، أو تلك التي قد تنغّص “العرس”، غير مستحبّة.
لم يقصد جبران باسيل قصر بعبدا مستطلعاً، كما تردّد في الآونة الأخيرة، لكن في الأيام الماضية، ارتفع مستوى التنسيق “اللوجستي” بين الرابية ودوائر القصر الجمهوري لتأمين انتقال مباشر من ساحة النجمة إلى “بيت الشعب”، طالما ان الفراغ أعفى عون، تماماً كما ميشال سليمان قبله، من بروتوكول التسلّم والتسليم.
دوائر القصر الجمهوري تقوم بما يتوجّب عليها من تحضيرات، كما الحرس الجمهوري والمديرية العامة لرئاسة الجمهورية، من التشريفات وصولاً الى تجهيز السيارة المصفّحة والموكب الرئاسي، ووضع اللمسات الأخيرة على أعمال الصيانة وترتيب الجناح الرئاسي وقاعات الاجتماعات والمكاتب و “الورش البروتوكولية”.
سبق لفريق عمل القصر أن أدار محرّكاته أيضاً يوم بادر الحريري الى ترشيح فرنجية للرئاسة، لكن الجهوزية بقيت ضمن إطارها الضيّق بسبب عدم تجاوز هذا الترشيح “ألغام” التجاذبات السياسية.
سيكون القصر مقرّ السكن الدائم لميشال عون وزوجته ناديا فقط. العائلة، ميراي وزوجها روي الهاشم، كلودين وزوجها العميد شامل روكز، شانتال وزوجها الوزير جبران باسيل، سيصبحون ضيوف القصر الدائمين في “الويك اند” والمناسبات والعطل.
المسوؤل عن أمن “الجنرال” في الرابية منذ سنة العميد سليم فغالي، يتحضّر لتعيينه قائداً للواء الحرس الجمهوري مكان العميد وديع الغفري. وقد باشر مهامه فعلياً بالتنسيق مع الحرس الجمهوري والمديرية العامة لرئاسة الجمهورية لناحية الترتيبات اللوجستية المواكبة لدخول عون قصر بعبدا.
ثمّة فريق لصيق سينتقل مع عون الى القصر منذ اللحظة الأولى، على أن يتوسّع فريق العمل لاحقاً. ويبدو منذ الآن أن ميراي وكلودين ستكونان من المساعدين الأساسيين لـ “فخامته” في العهد المقبل.
وفيما نُفض الغبار عن القصر الجمهوري، لا أحاديث رسمية حتى الآن بشأن مَن ستؤول اليه رئاسة “تكتل التغيير والإصلاح” بعد انتخاب عون، أو توقيت ومكان اجتماعاته بعد إقفال الرابية بـ “الشمع الرئاسي”.
“النقلة” من الرابية الى القصر تواكبها استعدادات وتحضيرات لاحتفالات شعبية في المناطق وعلى طريق القصر الجمهوري حوّلت مقرّ “المركزية” في ميرنا شالوحي إلى خلية نحل تحضيراً لـ “العرس الكبير”. إقفال المدارس وارد جداً الاثنين المقبل، وقطع الطرق بحواجز المحبّة والفرح في بعض المناطق كالمتن وكسروان والحدت.