أوضح رئيس “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري أنّ كل ما قام به حتى اليوم هو لتفادي الفراغ الرئاسي، داعياً لإنتظار جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يوم الاثنين المقبل لحسم كل الأمور لاسيما لناحية مسألة رئاسة الحكومة.
الحريري، وفي حديث للـ”LBCI” ضمن برنامج “كلام الناس”، قال: انا استسلمت منذ زمن. منذ 14 آذار 2005. لقد استسلمت لمصلحة لبنان. نحن لم نتخلف ولا مرة عن جلسات انتخاب الرئيس، والفراغ الحاصل يقتل لبنان والمؤسسات، مضيفاً: كان علينا ان نقوم بأي شيء من اجل انقاذ البلد. لقد تردّدت عندما رشحت النائب سليمان فرنجية وبعد لقائي به وجدت الكثير من الامور التي تجمعني به. كذلك نتفق مع العماد ميشال عون على امور الدولة والاقتصاد وعدد كبير من الامور.
وتابع: نريد ان نرى لبنان ينهض من جديد لا سيما في الاقتصاد. فقيام الدولة يكون بعودة الاقتصاد الى البلد، ولا يجب ان نعيش بخوف دائم على الليرة اللبنانية او السياحة. إنّ الرئيس تمام سلام قام بجهد كبير ولكنّ عمل الحكومة لا يجب ان يكون بحل النزاعات بين من يريد ان يحضر ومن لا يريد. الحكومة كانت معطلة، مجلس النواب كان معطلاً ولم نعد نرضى بذلك. الناس هم البوصلة بالنسبة لي، والفرج لن يأتي ان لم نقم نحن بالمبادرات. لقد قمت بمبادرة ترشيح عون للرئاسة من اجل مصلحة لبنان.
وإعتبر الحريري أنّ مرشح ايران كان الفراغ، ولكن بعد المبادرات التي قمنا بها سقطت حجج التعطيل. فالمبادرة اخيرة انهت ايّ محاولة للاستمرار بالفراغ والانتصار اليوم هو بإنتخاب رئيس الجمهورية، لافتاً الى أنّ الانتصار على الفراغ يكون بانتخاب رئيس للجمهورية وانا لم اتخل عن ايّ من ثوابتي. انّ المبادرات والتسويات التي قمت بها هدفت لانهاء الفراغ وهذا ما كان رفيق الحريري ليقوم به.
وأضاف: لقد قمت بمبادرة ترشيح فرنجية لإنهاء الفراغ وكنت صادقاً في هذا الموضوع وفرنجية يعرف ذلك. أنا توجهت للرئيس نبيه بري وابلغته نيتنا انهاء الفراغ وسألته ان كانت لديه نية بانتخاب فرنجية قبل القيام بالمبادرة الثانية بدعم ترشيح عون. انا لست ذاهباً نحو الانتحار اطلاقاً بل انا متفاهم مع عون. إنّ الجنرال يعرف تماماً ماذا يقوم به ونحن متفقون معه على أمور عديدة وأعرف تماماً أنّ لا مشكلة اقليمية بدعمي له.
وأوضح الحريري أنّ المجتمع الدولي يريد رئيساً للبنان ولهذا خطواتي لم تكن مرفوضة من أجل إنهاء الفراغ، وما يحصل هو انتصار للسعودية لانّ الطائف انتصر ولانّ استقرار لبنان انتصر ولان الفراغ سينتهي، مشيراً الى أنّ ما يحصل في لبنان هو انتصار لكل الدول العربية التي تريد مصلحة لبنان، وانتصار لبنان يكون بانتصاره على الفراغ الذي يتحقق اليوم مع انتخاب رئيس. كنا نعلم تماماً أنّ مرشح “حزب الله” هو الفراغ ولم يتوقع أحد خطوة تبني ترشيح عون.
وقال: ما قمنا به أنا والدكتور سمير جعجع خطوة كبيرة للبنان وقد انتصرت خياراتنا وخطواتنا لناحية اختيار رئيس وانهاء الفراغ. بعد انتخاب الرئيس نحن ذاهبون للاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة وسنرى بعدها حقيقة الامور. بعد ترشيحنا لعون الامل عاد عند الناس التي تريد عودة المؤسسات الدستورية الى الانتظام، وسنعمل جاهدين لكي يتحسن الوضع الاقتصادي. ويجب أن ننتظر لنرى إن كان عرقلة تشكيل الحكومة سيكون بوجه رئيس الحكومة أم رئيس الجمهورية.
وتابع الحريري: انّنا نسعى لاخراج البلد من المأزق الذي نحن فيه، وانا لا اكسب ايّ شيء على الصعيد الشخصي في كل ما اقوم به اليوم. إنّ “كتلة المستقبل” هي كتلة سعد الحريري. لا يوجد شيء اسمه “كتلة الرئيس فؤاد السنيورة” ونحن نختلف احياناً سياسياً ولكن هذه الكتلة عند سعد الحريري ونقطة على السطر. لا خرق في كتلتي بالانتخابات الرئاسية وبيان اليوم يعكس كيف سنصوّت في جلسة الاثنين.
ولفت الى أنّ ثقته كبيرة بالجيش اللبناني وقدرته على حماية لبنان. انا ضدّ كل ما يقوم به “حزب الله” في الخارج ولا علاقة للبنان بما يحصل في سوريا واليمن والسعودية، سائلاً: ما الهدف الذي يريده “حزب الله” في الخارج؟ إنّ الحزب يرتكب خطيئة بحق لبنان من خلال ما يقوم به في الخارج، واريد تحييد الدولة اللبنانية والمؤسسات اللبنانية عن الصراعات التي تحصل حولنا، وقال: لا لإستعمال لبنان او الدولة اللبنانية في ايّ صراع خارجي، ونرفض ايّ تدخل بالشؤون العربية و”حزب الله” يريد اخذ البلد الى مكان آخر.
وأضاف الحريري: عون لم يحيي يوماً جهود “حزب الله” في الخارج، ونعمل حالياً على صيغة البيان الوزاري للحكومة المقبلة. إنّ الوزير جبران باسيل لم يقل انّنا نريد تغيير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. إنّ سلامة حمى لبنان واقتصاده واحييه على جهوده، كما أنّه حمى كل اللبنانيين من كل الطوائف وعمل وانقذ لبنان في مراحل عدة، ويجب مكافأته على ما قم به في لبنان.
وقال: سنشكل شراكة حقيقية مع العماد عون، والجهاد الاكبر هو الحفاظ على البلد. إنّ الرئيس بري برفضه عون يقوم باتخاذ موقف سياسي شخصي وربما يبدو أنّه غير قادر على مواجهة من اوصلنا الى هنا “فقام بفش خلقو فينا”. نحن لم نقم بتفاهمات ثنائية على حساب احد ولا يزايدنّ أحد علينا بهذا الموضوع، فأنا لا اقوم باتفاقات شخصية على حساب الوطن. انّ قانون الانتخاب او الاتفاق عليه امر بسيط جداً، ولم نتفق على قانون الانتخاب مع عون قبل ان يقوم مجلس النواب بتبني الامر والتصويت عليه، والكتل النيابية هي من تقرّر قانون الانتخاب.
واعتبر انه وتيار المستقبل عابران للطوائف وانه يرغب بتسمية وزراء مسيحيين ولا مانع لديه بأن يسمى عون والقوات وزراء سنة في الحكومة
ولفت الحريري الى أنّه جاهز لاجراء انتخابات نيابية غداً ولديه ثقة أن الناس تريد البلد، موضحاً أنّ لا شيء يمنع أن يكون فرنجية مرشحه للرئاسة في الدورة المقبلة. وقال: “مشكور” “حزب الله” لانّه لا يمانع من عودتي لرئاسة الحكومة. إنّ الحزب لم يسمّ يوماً رفيق الحريري لرئاسة الحكومة، كما أنّ الحزب و”حركة امل” لم يُسمياني لرئاسة الحكومة منذ سنوات، مضيفاً: انا منفتح على الرئيس بري، والمبادرة التي قمت بها لم تكن سهلة “عندي في البيت” اولاً ولكنّها تعطي أملاً للبنان والسياسة فيه.
وإعتبر أنّ الرئيس تمام سلام أظهر صبراً غير مسبوق في الحكم، وتعطيل إنطلاق العهد الجديد ليس لصالح عون اذا تم عرقلة تشكيل الحكومة. اذا منعوا تشكيل الحكومة ومارسوا التعطيل فإنّ ذلك سيكون بوجه عون وليس بوجهي، ومسألة العرقلة ليست عندي بل عند الفريق الآخر، لافتاً الى أنّ عون قال له انه سينجز ويحقق ويريد القيام بالعديد من المشاريع الاصلاحية، وقال: لا اثق بحلفاء عون، والحوار الثنائي قائم مع “حزب الله”. انا ادخل الى الحكم بحسن نية ولنبدأ بانتخاب عون ولنحترم المؤسسات الدستورية، وايّ عهد يأتي يجب أن يعطى 100 يوم للحكم عليه ولنعط العهد المقبل فرصة، موضحاً أنّ حكومة العهد الجديد ستكون حكومة وحدة وطنية و”تيار المستقبل” تيار عابر للطوائف، وأنّ الحكمة ستكون في التنفيذ في المرحلة المقبلة.
واضاف الحريري : انا والعماد عون نحرص على البلد والرئيس بري ايضاً حريص على البلد، نحن نعيش مرحلة سياسية دقيقة والوضع الاقليمي خطر وهناك فكر ارهابي يمعن بضرب الاستقرار.
واعتبر ان رفيق الحريري حارب التطرف وكل محاولات الانقضاض على الدولة، واشار الى انه لا يعيش المرحلة نفسها التي عاشها رفيق الحريري مع التمديد لاميل لحود، معتبراً ان الذين قتلوا رفيق الحريري هم من دفعوه باتجاه التمديد.
واكد الحريري ان من يحمينا على الحدود اللبناني هو الجيش اللبناني وليس حزب الله، و قال:عوض معاقبة عرسال في موضوع النزوح يجب اعطائها حقها.
وعن الملف السوري، قال: لا مانع لدينا من عودة الامور الى مجاريها في الملف السوري بعد ان يكون الشعب السوري قد حسم امره في نظامه. علينا تحييد لبنان من الوضع السوري واترك الخيار للعماد عون في هذا المجال. واعتبر ان على ايران توقيف التدخلات في الدول العربية.
الحريري اعلن انه لم يتحدث في التعيينات مع عون ولا في موضوع النفط، معتبراً انه يجب ان تصدر المراسيم التطبيقية في هذا المجال.
واكد الرئيس الحريري انه لن يتخلى عن سامي الجميل اليوم ولا عن المستقلين في 14 اذار، والرئيس فريد مكاري صديق وله تاريخ مع الوالد وهو حر بموقفه، هناك عملية خلط اوراق حصلت وسنرى بعد الانتخاب وبعد الحكومة الى اين سياخذنا هذا الامر.
وعن وضعه المالي، اوضح الحريري: سنجد بعض الحلول لكي يكمل سعودي اوجيه العمل ولن انسى تضحيات من وقف الى جانبي واعد مؤسسات تلفزيون المستقبل بالخير، لا ابحث لارجاع الثروة الشخصية، الامور الى تحسن وهذا الموضوع استعمل ضدي في السياسة. وتوجه الى الشامتين قائلاً: كملوا شماتة وكملوا حكي على سعد الحريري ولكن كل فلس علينا سنسكّره.
واكد الحريري: لن اساوم على المحكمة الدولية وعلى دماء رفيق الحريري ،عندما سأصوت الإثنين في جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة سأفكر برفيق الحريري.