كتبت رنا أسطيح في صحيفة “الجمهورية”:
“الجمال ليس المعيار الأوّل أو الوحيد للفوز بالمسابقات الجمالية”. هذا ما تقوله ملكة جمال لبنان لعام 2015 فاليري أبو شقرا التي تشكّل خيرَ مثال على اجتماع الشكل الحسن بالثقافة والذكاء، ما خوّلها نيل المرتبة الأولى في فئة “المقابلة” ضمن مسابقة ملكة جمال العالم، حيث حلّت في مركز الوصيفة الثالثة. الملكة التي سلّمت تاجها يوم السبت الماضي بعد سنة حافلة بالنشاطات والنجاحات تخصّ “الجمهورية” بحوار شائق تتحدّث فيه عن أهم الإنجازات التي تفتخر بتحقيقها وعن موقفها من البلبلة الكبيرة التي أعقبت حفل الانتخاب هذا العام، كاشفةً عن رأيها بالملكة الجديدة.”السنة مرّت وكأنها الأمس فقط، وكأنها حلم. شعرت أنني وصلت إلى قلوب الناس وأنّ الجهد الذي بذلته جعلهم يعرفون حقيقة مَن أكون وأبقاني قريبةً منهم، فالتاج لم يغيّرني ولذلك حافظت على محبتهم التي أعتبرها هديّة ثمينة بالنسبة لي”، هذا ما تقوله ملكة جمال لبنان لعام 2015 فاليري أبو شقرا في بداية حديثها لـ“الجمهورية”، وتتابع: “لا شك أنّ السنة مرّت بسرعة”.
عندما عدت السبت إلى منزلي بعد تسليم التاج إلى الملكة الجديدة، شعرت أنني بالأمس فقط كنت عائدة من السهرة نفسها والتاج على رأسي. ولكنني استفدت من الوقت بأكبر قدر ممكن ووضعت خطّة عمل واستطعت أن أحقق تقريباً كلّ الأهداف الكبرى التي حددتها لا سيّما لناحية إطلاق جمعيتي الخاصة “Just Care” ومساعدة العدد الأكبر من الجمعيات غير الحكومية بالإضافة للمشارَكة في الحملات الإنسانية”.
إنجازات وفخر
عند سؤالها عن أكثر ما تفتخر بتحقيقه لا تتردّد الملكة التي رفعت اسم لبنان عالياً في المسابقات الدولية في الإجابة: “أعتزّ كثيراً بما حققته في مسابقة ملكة جمال العالم فالمعدّل الذي سجّلته كان قياسياً وهذا بالطبع إنجاز لي وللبنان الذي أمثّله. وأفتخر ايضاً بالجمعية التي أسستها بعد أقل من شهرين من انتخابي بالإضافة إلى اعتزازي بكلّ نشاط هادف شاركت فيه واستطعت من خلاله أن أوصل رسالة أو أزيد الوعي إزاء قضية مهمة”.
وتعترف “العمل الإنساني لطالما كان يهمّني ولكن بعد انتخابي شعرت أنّ الفرصة باتت سانحةً لاوظّف هذا النجاح في خدمة قضايا أؤمن بها وانشاء الله العمل مستمرّ في هذا المجال ولن يتوقّف”.
هذا حق وليس عتباً
وعن العتب الذي سجّلته على مسابقة ملكة جمال لبنان من خلال نشرها كلمة مصوّرة عبر صفحتها الخاصة على “انستغرام” بسبب عدم إتاحة الفرصة لها لتلاوة كلمة نهائية قبل تسليم التاج توضح: “هو ليس عتباً أو تسجيل موقف من الجهة التي كان لها الفضل في منحي فرصة التنافس ونيل اللقب. كلّ ما في الأمر أنني كنت أرغب بقول كلمة أعبّر فيها عن نفسي وما حققته خلال ولايتي خصوصاً انه لم تكن لديّ إطلالات تلفزيونية كافية بعد انتخابي لمواكبة نشاطاتي وبالتالي شعرت أنّ من حق مَن يحبونني ويتابعونني أن أتوجّه إليهم بكلمة في نهاية ولايتي”.
هذا الكلام عيب!
وعن البلبلة التي أعقبت حفل الانتخاب هذا العام والانتقادات الواسعة التي انهالت على الملكة الجديدة ساندي تابت، تقول: “هذه الانتقادات تحزنني لأنّ الناس لم يعودوا يهتموا سوى بلون عيون الصبية وشكل شفاهها وخدودها وهذا أمر محزن فعلاً.
الملكة نالت تعليقات إيجابية كثيرة ولكننا جميعاً لاحظنا كمية التعليقات السلبية التي انهالت. وهذا عيب، فإبداء الرأي حق مقدّس ولكنّ التجريح والكلام القاسي الذي تابعناه لا يجوز أبداً”. وعن رأيها بالنتيجة تقول: “الملكة أبلت بلاءً حسناً وكان لها حضور مميَّز على المسرح كما أنّ إجاباتها كانت من بين الأفضل. وكلّ صبية كانت لها أمور تميّزت بها خلال الحفل”.
وعن نصيحتها للمكلة الجديدة تقول: “أنصحها بعدم الإنصات إلى كلام الناس، فهي تعرف نفسها وحقيقة مَن تكون وما هي قادرة على تحقيقه. لذلك أقول لها أكملي واعطي أفضل ما لديك واثبتي لهم عكس ما يعتقدون”.
أجمل وجه في العالم
وعن أهمية الجمال في معادلة اللقب والتاج تقول فاليري التي اختارتها مجلة Global Beauties العالميّة كصاحبة “أجمل وجه في العالم”: “الجمال وحده لا يصنع ملكة! الثقافة والحضور والذكاء كلها عوامل مهمّة لا يجب التغاضي عنها.
اليوم نرى تركيزاً متزايداً على الشكل والإطلالة والثياب لا سيما عبر السوشال ميديا حيث نشعر بمباراة خفية بين الفتيات حول مَن الأجمل ومَن ترتدي الثياب الأفضل ونغفل أموراً أخرى أكثر أهمية مثل الثقافة والمواقف والحضور… قوّة المرأة ليست بجمالها. الجمال لم يكن يوماً مصدر قوتها الأساسي، فهو لا يمكن أن يوصلها إلى أيّ مكان أو إلى أيّ نجاح إن لم يقترن بالذكاء والثقافة”.
لا أعرف ربى دكاش!
وعمّا إذا كانت فعلاً أبدت رأيها بالمشتركة ربى دكّاش ودعمتها توضح: “الحقيقة أنّ حساباً مزيّفاً هو الذي تحدّث باسمي وادّعى أنني أدعمها وأدّى إلى كلّ هذا التضليل، وأنا في الحقيقة لا أعرفها معرفة شخصية وحتى إن فعلت لا يمكن أن أنحاز لها، فالانحياز مرفوض في مسابقة من هذا النوع ولها طابع وطني مستقلّ. ولقد عانيت من هذا الحساب المزيَّف منذ لحظة انتخابي فهو لا يكف عن نشر المعلومات المضللة والمغلوطة كما يستعمل الـ photoshop لتركيب الصور والتلاعب بها”.
مع التاج أو من دونه
وعن صعوبة التخلّي عن التاج تقول: “لقد غيّر حياتي ونظرتي لكثير من الأمور ولا يحزنني التخلّي عنه أبداً لأنّ المسألة ليست في التاج نفسه بقدر ما هي في الخبرة والتجربة الغنية التي اكتسبتها. معه ومن دونه خياراتي لا تتغيّر وسأكمل بتحقيق الأمور التي أؤمن بها”.
سأرقص بين النجوم!
وتؤكّد فاليري ما تردّد عن مشاركتها في الموسم الجديد من رقص النجوم معترفةً: “لطالما استهواني الرقص منذ الصغر وأنا متحمّسة لخوض تجربة Dancing with the Stars الذي لطالما كنت أشاهده وأشعر بالإعجاب إزاء نجومه وشجاعة مغامرتهم على الهواء. وأنا سعيدة بأنني ساكون من بين نجوم الموسم الجديد فهذه تجربة جميلة ستسمح للناس بالتعرّف إلى جانب آخر من شخصيتي”.
فاليري التي تخصصت في فنون التواصل كانت لها تجارب عديدة امام الكاميرا قبل اللقب، حيث تقول: “صوّرت أكثر من 20 إعلاناً وكانت لي تجارب تمثيلية متفرّقة من بينها مسلسل “عشرة عبيد زغار” وحالياً أتلقى عروضاً كثيرة لخوض المجال بشكل أوسع ولكنني أتأنّى تفادياً لأيّ خطوة ناقصة”.
على درب الأحلام
الصبية – الملكة ما زالت تسير على درب تحقيق أحلامها الشخصية والمهنية وتقول على عتبة فصل جديد من حياتها: “أشعر بالامتنان إزاء محبّة الناس ولا يمكنني سوى أن أعد نفسي وأعدهم بألّا أتغيّر وأبقى قريبة منهم ومستعدّة دوماً لدعم القضايا الإنسانية الملحة حتى وإن انتهت ولايتي، فالعمل الانساني لا يحتاج لقباً أو تاجاً. ونصيحتي هي للشابات، فلهنّ أقول لا تشعرن بأنكن على منافسة مع أحد.
قد يبدو الكلام غريباً بما أنه صادر عن ملكة جمال ولكنّ الحقيقة أنّ السعادة تاتي متى ركّزنا على الأمور التي نرغب بتحقيقها في حياتنا وعلى مستقبلنا ومشاريعنا وأحلامنا. يجب أن نؤمن بأنفسنا وأن نجرّب أموراً كثيرة لنعرف ما نحبّ وما يجعلنا فعلاً سعداء”.