IMLebanon

قصر بعبدا يفتح أبوابه والترتيبات اكتملت

baabda new

كتبت أمندا برادعي في صحيفة “الحياة”:

تدور ورشة تجهيز القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا لاستقبال رئيس الجمهورية الذي سيعلن عن اسمه في جلسة غد الاثنين، بنشاط وسط تكتّم عمن سيقلّده وسامين وضعا على مكتبه أمس: وسام الأرز الوطني درجة القلادة الكبرى ووسام الاستحقاق الوطني اللبناني الوشاح الأكبر للدرجة الاستثنائية، بعدما درجت العادة أن يسلّمه الوسامين الرئيس الذي انتهت ولايته.

عندما أقفلت أبواب الجناح الرئاسي في القصر في 25 أيار 2014، وصمتت نافورة المياه التي يؤذن انبعاث مياهها بوجود رئيس في مكتبه الرئاسي ممارساً مهامه الدستورية ونشاطه الرسمي، لم يبق إلا جناح المديرية العامة للرئاسة والمديريات والمصالح والدوائر والأقسام التابعة لها تعمل بدينامية وفاعلية بانتظار قدوم الرئيس العتيد. بالأمس، عملت نافورة القصر مرتين في صورة تجريبية بعدما فتحت أبوابه أمام إعلاميين اطلعوا في جولة نظمها مكتب الإعلام في القصر، على التحضيرات استعداداً لاستقبال الرئيس فور انتقاله إليه لتسلّم صلاحياته الدستورية.

وأتاحت فترة الشغور (سنتان و5 أشهر) للأقسام كافة، بأن تقوم بعملها الذي تمثّل بمتابعة أعمال مجلس الوزراء، تحضير جداول الأعمال وكل ما يتعلق بالمراسيم التي تصدر، تنفيذ ورشة إدارية تنظيمية تناولت مكننة الموارد البشرية ودائرة المحاسبة وأرشفة أرشيف رؤساء الجمهوريات منذ الاستقلال 1943 حتى اليوم. كما جرت مكننة كل المراسيم التي صدرت طيلة فترة الشغور وأقيمت ورشات صيانة. ووضع الحرس الجمهوري قسماً من عديده خارج نطاق القصر في مهمات أمنية، ومع اقتراب وصول الرئيس أخذت القيادة إجراءات على مستوى عديد الحرس ليعود الى مهامه في داخل القصر ومحيطه لحماية أمن الرئيس وأماكن وجوده وانتقاله. إذاً، القصر تجدَّد تنظيمياً وتقنياً ويستعد غداً لاستقبال الرئيس.

وفي محيط القصر، بدأت بلدية بعبدا، لا سيما في الطريق المؤدي إليه، عملية تشذيب للأشجار على جانبي الطريق ورفع للأعلام اللبنانية.

في البهو حيث كان المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية رفيق شلالا يتحدث للصحافيين، علّقت صور رؤساء الجمهورية الـ12 السابقين. الى جانب تمثالين من العصر الروماني – البيزنطي من دون رأس وأوان زجاجية أثرية. وعلى بعد أمتار، في قاعة السفراء حيث الكرسي الرئاسي الذي سيجلس عليه الرئيس الاثنين وخلفه العلم اللبناني، لم يتغير المشهد عن السابق. تم الإبقاء على الأثاث القديم واللوحات الفنية والسجاد العجمي بعد تنظيفه وكذلك على لوحة من “موزاييك” بيزنطية تميّزت بها القاعة تعود إلى عام 400. إلى جانب الكرسي، باب يدخل منه الرئيس إلى مكتبه حيث وضعت باقة من أزهار “التوليب” البيضاء. رافق الإعلاميين إلى قاعة 22 تشرين (الاستقلال) حيث يستقبل الرئيس فيها الوفود والسفراء، إلى شلالا الذي لم يذكر رداً على أسئلة المزيد من التفاصيل حول المجموعة الجديدة التي سيتم توظيفها بعد استلام الرئيس، مدير المراسم في القصر لحود لحود إضافة إلى المهندس الداخلي للقصر. وفي الطريق إلى قاعة مجلس الوزراء حيث جهّزت أجهزة الكومبيوتر، جذب علم الاستقلال المصورين الذين راحوا يلتقطون الصور بكثافة، فيما لم يتم فتح أبواب الجناح العائلي “كون هذا الأمر لا يتم في غياب الرئيس”.

ومن المفترض أن يفتح هذا الجناح مع صعود الرئيس المنتخب الى القصر يوم غد بموكب رسمي تواكبه دراجات نارية عقب انتهاء الجلسة وأدائه قسم اليمين، حيث ستنطلق نافورة المياه ويتّجه بعدها لرفع العلم اللبناني في وقت تقدّم له التشريفات من الحرس الجمهوري بقيادة العميد وديع الغفري، ويعزف لحن التعظيم ثم النشيد الوطني. وتزامناً، تطلق المدفعية 21 طلقة ترحيباً بوصوله وتطلق البواخر في مرفأ بيروت صفاراتها أيضاً ترحيباً.

ويصافحه كبار الموظفين في بهو القصر ويتّجه إلى صالون السفراء وسط صفين من رماحة القصر ويجلس على كرسي الرئاسة، حيث تلتقط له صورة تذكارية ثم يدخل إلى مكتبه حيث يتقلد الوسامين.