اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى انه وبعد الفراغ القاتل في سدة الرئاسة منذ سنتين وستة أشهر، لقد استجاب الله صلوات شعبنا وآلامهم ودموعهم وفقرهم. وهم يعانون الكثير من نتائج هذا الفراغ وبخاصة على المستوى الاقتصادي والمعيشي، وضآلة فرص العمل، والفوضى والفساد في المؤسسات العامة.
الراعي، وفي عظة الأحدفي بكركي، قال: “نتطلع معكم إلى الرئيس العتيد والحكومة الجديدة التي نناشد الكتل السياسية الاسراع في تشكيلها وعدم وضع عراقيل امامها. فالتحديات الراهنة كبيرة ومتنوعة، وفي رأسها بناء الوحدة الداخلية، وإجراء المصالحة الوطنية، وتضافر جميع القوى في مواجهة التحديات. نحن من جهتنا ندعمهما في كل ما يؤول إلى خير البلاد والشعب. ونساهم، كل من موقعه، وبروح المسؤولية المشتركة، في ورشة انتشال الوطن من حالة التقهقر التي بلغ إليها. ونقول للشباب اللبناني ألا يكونوا في حالة الانتظار السلبي، بل أن ينخرطوا في مؤسسات الدولة، ويسعوا جاهدين إلى إيجاد فرص عمل على أرض الوطن، لكي يحققوا عليها طموحاتهم، ويبنوه بعلمهم وقدراتهم وسواعدهم، وبجهودهم وتضحياتهم، أسوة بجميع الاوطان التي أحياها أبناؤها من الركام وبنوها بصبر. هذا كله يقتضي التزاما وطنيا بالعمق، بعيدا عن السطحية والاتكالية وعدم الاكتراث. فلا يحق لنا أن نتنعم من تعب غيرنا، ولا نبذل الجهود والتضحيات في بناء دولتنا ووطننا، أسوة بالبلدان المتقدمة”.
وتابع: “نتطلع إلى رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف آملين أن يتعاونا مع أشخاص كفوئين متجردين يوحون الثقة، ويجنبون السلطة الإجرائية الصراعات المعطلة والتجاذبات الحزبية والمذهبية، ويضبطون عمل المؤسسات العامة وهيكلياتها، ويقضون على الفساد المستشري في معضمها، وينهضون بالإنماء الاقتصادي بكل قطاعاته. لعلهم بذلك يعوضون عن الخسارات الجسيمة التي تكبدها لبنان وشعبه طيلة زمن الفراغ غير المسبوق وغير المبرر، كما سبق ورددنا في كل أسبوع وفي كل مناسبة”.
بعد القداس ، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.
وتلقى الراعي اتصالا هاتفيا من نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، تم في خلاله عرض للاوضاع الراهنة عن الاستحقاق الرئاسي وجلسة انتخاب الرئيس يوم غد الاثنين.