اعلنت مصادر لصحيفة “الأنباء” الكويتية إن جهد العماد ميشال عون يركز على تأمين انطلاقة قوية للعهد، وان هذا كان محورا مهما من زيارته للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لأنه لن يكفي إيصال عون الى الرئاسة من دون تأمين متطلبات أخرى مواكبة، تلافيا لمواجهته الفشل الذريع الذي سينعكس على حلفائه، خصوصا أن إشكاليات عدة ترافق انتخاب عون. وهناك معارضة داخلية لا بأس بها حتى لو كان فوزه مضمونا، فيما يعمل على ذلك بقوة من أجل ألا يأتي هذا الفوز هزيلا.
امّا العلاقة بين بري وعون ستكون من الآن تحت معاينة دقيقة لأننا سنشهد، للمرة الأولى، رئيسا من خارج منظومة الترويكا ومفهومها بعد الطائف أو الدوحة، طبعا من دون التحدث عن الطابع الشخصي للعلاقة بين الرجلين. إضافة إلى رغبة عون في أن يعيد هيكلية الحكم، كل من موقعه، في رئاسة الجمهورية التي يرغب في إعادة الاعتبار إليها، ورئاسة الحكومة والمجلس النيابي.
والحوار مع بري مفصلي، أيضا، بالنسبة إلى الحريري الذي سيضطر عاجلا أو آجلا إلى وصل ما انقطع مع رئيس المجلس النيابي الذي كان واضحا وعلنيا في توجيه ملاحظاته إلى اداء الحريري وتخطيه له. وستكون مهمة الحريري صعبة، لأنه يدرك أيضا أنه يحتاج إلى بري إذا ما انتهى عهد الوئام بينه وبين رئيس الجمهورية الجديد، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل، واتفاق ما قبل الرئاسة يختلف عن الإدارة اليومية للملفات والشركاء المضاربين في إدارة الحكم.
ويقول مصدر قريب من الرئيس نبيه بري: “ربما يكون بري قد خسر “مباراة الذهاب” مع فوز عون بالرئاسة بفعل “الهدف الذهبي” الأخير الذي سجله الحريري، لكن العارفين بطباع رئيس المجلس يتوقعون أن يستعيد المبادرة في “مباراة الإياب” التي ستلعب على أرضه السياسية عندما يحين أوان حسم قانون الانتخاب أو تشكيل الحكومة المقبلة”.
..و لا ينسى: الرئيس بري لم ينس للعماد عون موقفه في إحدى المقابلات التلفزيونية حيث قال: “أنا وسماحة السيد وسعد الحريري باستطاعتنا أن نحكم البلد”، من دون أن يذكر الرئيس بري، والرئيس بري لم ينس الموضوع وذكره أمام المقربين منه والمقربين جدا فقط.