IMLebanon

معالم العهد تظهر من التعامل مع التسمية والتشكيل

saad-al-hariri-and-michel-aoun-in-bayt-al-wasat-2

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

غداً الاثنين سيكون للبنان رئيس للجمهورية بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ في موقع الرئاسة. غداً يُنتخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وستظهر تباعاً معالم عهده بدءاً من موضوع تسمية رئيس مجلس الوزراء، الى انجاز التشكيلة الوزارية.

ولا يمكن القول، وفقاً لمصادر ديبلوماسية واكبت عدداً من العهود، ان هذا العهد سيكون تكملة لعهد ما، انما لكل عهد نظرته الى التعامل مع القضايا الوطنية، لكنه يكمل شيئاً بدأ ولو بصورة غير مباشرة أو قد يتم ذلك في اطار مقاربة أخرى.

لكن لا شك أن الرئيس سيواجه الصعوبات نفسها التي واجهها غيره، وبعض تفاصيل سمات العهد ستظهر من خلال من الذي سيسمّي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، بحيث أن عدم تسميته مثلاً من “حزب الله” وحركة “أمل” يعني موقفاً قوياً وصعباً. لكن المصادر تتوقع أن طرفاً من الطرفين سيسمّيه، وأن هذا الاستحقاق بدوره سيمر.

وهناك شكوك حول أن يبقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في المعارضة، في مسألة تشكيل الحكومة. وليس مفترضاً، بحسب المصادر، أن تكون المرحلة المقبلة صعبة لبنانياً، إنما بالحكمة يمكن تمريرها، لا سيما إذا حصلت توترات اقليمية متوقعة، إنما ستتبعها سنتان تتميزان بالحلول السياسية في المنطقة. وإذا واجهت عملية التشكيل صعوبات وتعثراً، فقد يتم اللجوء الى حكومة تقنية، انما لبنان يستطيع الصمود وتمرير الصعوبات. وخطاب القسم سيكون عامّاً، لكن البيان الوزاري سيدخل في التفاصيل. في كل الأحوال، إذا بقيت الاعتبارات بأن القيم في العمل السياسي ضعف، فان هناك شيئاً غير سليم. فالعمل السياسي وإدارة الدولة يتطلبان الحكمة والهدوء والعمل الدؤوب.

وتنقسم الآراء حول التشكيل، فهناك من يقول بأنه سيمر من دون عقبات، في حين تتخوف أوساط سياسية بارزة، من عراقيل تواجهه، بحيث أن بعض مواقف “حزب الله” الأخيرة غير مطمئنة لناحية ما بعد الانتخاب. لذا هناك قلق من فكرة أن يكون هناك رئيس من دون حكومة، بدلاً من الوضع الحالي حيث هناك حكومة في البلد ولكن من دون رئيس للجمهورية. الأهم في المسألة هو مستوى التفاهمات حول الحكومة. وإذا تم تشكيل حكومة لا يعتبر الحزب أن المكون الشيعي غير مُمثل كما يجب، تكون ضد الميثاقية. في الأساس ليس هناك من اتجاهات للتوقيع على حكومة لا ترضي الفريق الشيعي، ويفترض أن تجري اتصالات مكثفة للتفاهم حول التشكيلة الحكومية، ويفترض أيضاً أن يكون القيمون على المرحلة المقبلة قد أخذوا في الاعتبار احتمال الوصول الى مثل هذا الاحتمال، وعملوا او سيعملون على تدارك الوضع قبل الدخول في تعثر حكومي. ولا يظهر أن هناك استعداداً لتوقيع حكومة غير ممثلة فيها الطائفة الشيعية، بحيث يرضي هذا التمثيل “حزب الله”.

في اعتقاد الرئيس سعد الحريري، وفقاً لمصادر مطلعة، أن المرحلة المقبلة صعبة، ولكن تبقى أفضل من المرحلة الحالية، وأنه مدرك لذهابه الى خيار صعب، لكن بين أن يسعى الى العمل مع “الخصوم” وبين الضرر من هذا الوضع، يبقى الأول أفضل، وهو الذي يضحي بالغالي والرخيص، مفضلاً أن يبقى البلد على أي شيء آخر. منذ ثلاث سنوات حتى الآن، وقبل ان يغادر الرئيس السابق ميشال سليمان قصر بعبدا بنحو سبعة أشهر، بدأ الرئيس الحريري مساعي كبيرة لتحريك ملف الرئاسة. ويمكن الاعتبار أنه الزعيم الوحيد في البلد الذي شدد منذ البداية على ضرورة حصول الاستحقاق الرئاسي، ولم يسبقه في هذا المجال حتى الزعماء الموارنة.

هناك تعويل من أقطاب بارزة في 14 آذار على أن يثمر التفاهم بين الحريري وعون، وبين عون ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي نص على عشر نقاط، عن أن يكون عهد عون يرضي الفريق السيادي، وسجل ارتياح لبندي التفاهم بين عون والحريري، والأنظار متجهة إلى التنفيذ أي حول عدم تغيير النظام وعدم التدخل في سوريا، حيث الحزب لن يخرج منها، ولكن يبقى التعاطي الرسمي مثلما كان، بالنسبة إلى حكومة الرئيس تمام سلام، ولن تكون هناك محاولة لتغيير الوضع، وستبقى الحكومة تتحدث عن سياسة النأي بالنفس.