نفضت طرابلس الكثير من غبار أيامها السوداء وها هي ارتدت حلّة الأمل رغم انتشار الفقر وشبه انعدام الفرص في حالة تتشابه مع مناطق عدة أخرى. مبادرات عدة تظهر لمساعدة عاصمة لبنان الثانية لإظهار وجهها الحقيقي فبعد المهرجانات الصيفية التي استقطبت الأضواء والانظار الى المدينة، أتت في هذا السياق المبادرة التي اعلنتها رئيسة جمعية “أكيد فينا سوا” فيوليت خيرالله الصفدي وهي تسعى الى تنظيم أول مشروع للجمعية تحت عنوان “طرابلس مدينة الأعياد للعام 2017”.
تأتي هذه المبادرة في توقيت أساسي ومهم بسبب الاوضاع الصعبة التي تعاني منها مدينة طرابلس، خصوصا أن الفقر يجتاح المدينة التي تحتاج لاعادة ترميم من الجذور كي تعود وتنهض من جديد.
جمعية “أكيد فينا سوا” ستطلق شرارة الانطلاق بالتحضير لأعياد العام 2017 كي لا يبقى أي طفل او ولد من دون ان يشعر بالفرح خلال الأعياد.
فما هي النشاطات التي ستشهدها طرابلس؟ وما هو الهدف خلف تلك المبادرة؟
إلغاء فكرة الخوف
تؤكد المستشارة الإعلامية لجميعة “أكيد فينا سوا” أمال الياس في حديث لـIMlebanon أن “فكرة الجمعية ولدت من مبدأ ان هناك ناس يشعرون انهم مستثنون من الفرح والحياة خصوصا بعد كل جولات الاقتتال التي مرّت على طرابس، والفكرة هي انه “أكيد فينا سوا” إذا مددنا يدنا للمحتاج لكي تصبح طرابلس مدينة الأعياد بدلا من ان تكون مدينة الخوف”.
وتضيف الياس: “طرابلس مدينة جميلة جدا والصورة التي ظهرت في الآونة الاخيرة والتي استغلها بعض السياسيين من اجل مصالحهم الخاصة ليستثمروا الصورة دفع ثمنها الشعب المسكين، ونحن مشروعنا لا علاقة له بالسياسة ونسعى الى إلغاء الصورة الخاطئة التي رسمت لطرابلس في السنوات الماضية لانه عند ننظم احتفالات كبيرة فيأخذ المواطن فكرة جديدة عن طرابلس ونزرع في رأسه صورة جميلة للمدينة، ونلغي فكرة الخوف الموجودة في قلوبهم”.
احتفالات واعياد و… روبرتو كارلوس!
وتشير الى أن “جمعية “أكيد فينا سوا” تعنى بكل الامور الحياتية واليومية للمحتاجين واردنا ان تكون طرابلس مدينة للأعياد لذلك هذا المشروع له خلفيات كبيرة جدا، ومن ناحية التنظيم يضم ثلاث مراحل أساسية، تبدأ بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف من 10 إلى 13 كانون الأول 2016، من خلال استقدام معرض من تركيا ستعرض خلاله وللمرة الأولى بعضاً من صور للآثار النبوية بالإضافة إلى فرقة إنشاد صوفية، وتستكمل بأعياد نهاية العام من 15 إلى 22 كانون الأول 2016 والتي تقام في معرض رشيد كرامي الدولي وتتضمن معارض، واحتفالات ثقافية وفنية بمشاركة فنانين عالميين، بالإضافة إلى ألعاب ترفيهية للأولاد والعائلات وتختتم بحدث إنساني يحتضن 2000 طفل يتيم وغير مقتدر، وصولاً إلى ليالي طرابلس الرمضانية، والتي ستقام بمناسبة حلول عيد الفطر 25 و29 حزيران 2017 وتتضمن معرضاً وأمسيات رمضانية”.
وتكشف الياس أن “نجم كرة القدم البرازيلي روبرتو كارلوس سيشارك في الاحتفالات خصوصا في الحفلة التي ستقام للأيتام الذين يصل عددهم الى 2000 بحيث سيتم توزيع الهدايا لهم من قبل الأولاد غير الأيتام، وذلك من أجل ارساء فكرة العطاء، لانه بتلك الطريقة الطفل اليتيم سيشعر بالفرح وبنعمة العيد اما الطفل الآخر فسيشعر بنعمة العطاء”. وتضيف: “سننظم للنجوم العالميين زيارات للمياتم والمدارس التي تضم النازحين السوريين، ونحن نركز في موضوع النزوح السوري على الاطفال لنساعدهم خلال الاعياد ليشعروا بفرحة العيد”.
50 الف مشارك
وتشدد الياس على أن رئيسة جمعية “أكيد فينا سوا” فيوليت خيرالله الصفدي تركز على أن للمشروع ثلاثة أهداف، أولا، الهدف السياحي، عبر القاء الضوء على طرابلس وارساء صورة حضارية للمدينة ولوضعها على الخريطة السياحية للبنان. ثانيا، الهدف الاقتصادي، بحيث نتوقع ان يشارك في المعرض والأعياد نحو 50 ألف شخص بالإضافة الى أبناء المدينة خصوصا اننا سننظم “سوق الأكل” الذي سيساعد ويساهم في جذب المواطنين. أما الهدف الثالث، فهو الهدف الانساني الذي هو الأهم والابرز بالنسبة لرئيسة الجمعية لانها تسعى الى مساعدة الجميع كي يشعروا بفرحة الاعياد والاحتفال والا يشعروا انهم مهمشين”.
وتشير الى أن “المشاريع التي تقام هي بالتنسيق مع كل الجمعيات الموجودة في طرابلس، فكل اهل المدينة يشعرون ان هذا المشروع هو مشروعهم ويشاركون في التنظيم لينطلق من فكرة “أكيد فينا سوا”.
وتوجه الياس تحية خاصة الى الإعلام الذي يلعب دورا أساسيا في انجاح المشروع عبر دعمه والتسويق له والإضاءة على النشاطات الاجتماعية والفنية كي تظهر الصورة الحقيقية لطرابلس التي تتمثل بالعيش المشترك والفرح والأعياد، ولكي ينسى المواطن ان المدينة هي مصدر للخوف والقلق.