أكدت مصادر مراقبة لصحيفة «النهار» الكويتية أن «الأهم من شكل الحكومة نفسها هو الاتفاق الضمني على العناوين العريضة التي سوف يتضمّنها البيان الوزاري لحكومة العهد الجديد. اتفاق بدا شبه واضح من خلال التقاء كل من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، والنائب سعد الحريري، في خطاباتهم بعيد انتخاب الرئيس على التركيز على عناوين جامعة، في طليعتها مثلاً احترام الطائف والدستور والميثاق والشراكة، ومحاربة الفساد وتأمين الخدمات والنهوض بالاقتصاد، والحياد الإيجابي، واحترام ميثاق الجامعة العربية والامم المتحدة، وتقوية الجيش والقوى الأمنية للدفاع عن لبنان ومنع إسرائيل من تحقيق أطماعها في لبنان ومحاربة الإرهاب وتحصين الحياة السياسية، والى ما هنالك من عناوين رنّانة»، حسب المصادر.
وعليه، ترى المصادر نفسها أن «النوايا سوف تظهر خلال أيام قليلة بعد تسمية رئيس الحكومة إن لناحية تغليب المصلحة العامة والتنازلات المتبادلة لتسهيل تشكيل الحكومة تكريساً لانطلاقة ناجحة للعهد، أم لجهة الشروع بزرع العصي في عجلات العهد الجديد من خلال المماطلة وتعطيل مهمّة رئيس الحكومة المكلّف عبر المواقف المتشنّجة والعناد المتبادل بغية تقاسم النفوذ داخل السلطة، على حساب مصلحة الوطن والمواطن».
وترى المصادر أنه «حري بالرئيس الحريري أن يلجأ، بعد تكليفه، إلى حصر التمثيل السياسي بالوزارات السيادية الكبرى، واختيار شخصيات ذات طابع تكنوقراطي لتولي حقائب وزارية عادية، ما من شأنه تسهيل مهمّته وتسريع انطلاقة حكومته على قاعدة أنه كلما قلّ عدد الحقائب المطلوب تمثيل سياسي فيها تم حصر الخلاف وتضييقه، وبالتالي تسريع سبل الوصول الى اتفاق حوله».