Site icon IMLebanon

هل تنجح “القوات” بالتخلص من ماروني؟

elie-marouni

 

 

كتب سامر الحسيني في صحيفة “السفير”:

شكلّت الكلمات التي دوّنها النائب إيلي ماروني على صفحته على موقع «فايسبوك» خير دليل على التصدّع في العلاقة بينه وبين أعضاء «كتلة نواب زحلة»، خصوصا المنتمين منهم إلى «القوات اللبنانية».

فقد كتب ماروني، قبل دخوله إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، حرفيا: «حلوين منظر النواب يللي انتخبهم الناس وخصوصا بزحلة باسم 14 آذار وباسم السيادة والاستقلال وضد ولاية الفقيه وهني فايتين عالقاعة عم يضحكوا لانو ضحكوا عالناس»، في انتقاد كان يخص به زملاءه في كتلة زحلة.

لم يأت التعليق «في لحظة غضب»، بحسب ماروني، بل تعبيرا عن واقع العلاقة بين «الكتائب»، و «القوات»، إذ يرى ماروني أن الأخيرة تغيرت بعد تفاهمها مع «التيار الوطني الحر»، بعدما كانت علاقتها مع «الكتائب» مضرب مثل لبنانيا، وهو لا يتردد بالقول إنه متمسك بتلك العلاقة، خصوصا مع من يسميهم بـ «أصدقائه القواتيين» الذين يستهلكون أكثر من 60 في المئة من خدماته ومراجعاته، لكن في غياب التنسيق الرسمي بين الطرفين، إذ تقتصر العلاقة حاليا على تلبية الدعوات فقط.

يحاول ماروني التخفيف من تأثير ما كتبه، مؤكدا استمرار وحدة «كتلة نواب زحلة»، موضحا أن تعليقه كان موجهاً حصرا الى النائب جوزف معلوف، لا سيما بعدما تناهى الى مسامعه كلام أطلقه الأخير حول موقف المعترضين على انتخاب الرئيس ميشال عون، فكان التعليق في لحظة احتقان وفي ظل جو ضاغط فرضته الانتخابات الرئاسية.

عليه، يستغرب ماروني حجم ردود الفعل على تعليقه، فيما كان نواب الكتلة يتعرّضون للانتقاد من دون أن يردوا سابقا، في إشارة إلى ما كانت تصرح به رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف في أكثر من مناسبة.

بين «الكتائب» و«القوات» في زحلة أكثر من مجرد انتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي. شبح الطلاق بين الطرفين يلوح في الأفق، تحديدا في ظل امتعاض «القوات» من دخول «الكتائب» على خط التحالف مع الأحزاب الأخرى في المدينة. هنا، يوضح ماروني أن «الكتائب كان له مصلحة في التحالف مع الأحزاب في الانتخابات البلدية، ولو على حساب حصة ومكانة الكتائب في زحلة». أما في ما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، فيستعير ماروني عبارة يرددها جعجع: «نبني على الشيء مقتضاه».

في مقابل برودة العلاقة مع «القوات»، يتحدث ماروني عن علاقة وثيقة وتحالف متين مع «تيار المستقبل»، وعلاقة انطلق مسارها التصحيحي مع النائب نقولا فتوش بعد إزالة الكثير من الشوائب والألغام، وعلاقة يتوقع أن تصل إلى خواتيم سليمة مع ميريام سكاف.

الانفصال السياسي والانتخابي أصبح حتميا بين «القوات» و «الكتائب»، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، خصوصا في دائرة زحلة مع إصرار «التيار الحر» على إعادة ترشيح النائب السابق سليم عون عن المقعد الماروني، وهو ترشيح حظي بمباركة «قواتية» حتى الآن، على حساب ماروني.