Site icon IMLebanon

استفراد المكلّف (بقلم بسام أبو زيد)

 

 

كتب بسام أبو زيد

مع وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة تحققت الميثاقية بحسب ما كان ينادي به جزء كبير من المسيحيين، وينتظر استكمال الجزء المتبقي من خلال المشاركة في ممارسة السلطة التنفيذية، اي بالتحديد من خلال الحضور المسيحي في الحكومة، وهي مهمة ستكون ملقاة على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

ووفق مسار هذه الميثاقية التي تكرست في انتخابات رئاسة الجمهورية، يفترض أن تختار القوى المسيحية التي وقفت إلى جانب الرئيس الوزراء المسيحيين في الحكومة، أي بمعنى أوضح أن تكون الكلمة الوحيدة في هذا الموضوع لـ”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”. وبالتالي يجب على الرئيس المكلف أن يوافق على خيارات هذين الطرفين من دون أي نقاش أو رفض.

ولكن السؤال الأساس في هذا المجال هل ستقتصر المشاركة المسيحية على هاتين القوتين المسيحيتين فقط؟أم ستكون هناك مشاركة للمردة والكتائب ومستقلين؟ وهل سيقبل الرئيس المكلف أن يكون دوره فقط تسمية الوزراء السنة؟

المؤشرات المتوفرة حتى الآن تقول بأن المشاركة المسيحية في الحكومة لن تقتصر على التيار والقوات والمقربين منهما، بل أن هناك جوا لدى المردة والكتائب يشجع على الانخراط في الحكومة لأسباب متعددة، أولها رغبة من الرئيس المكلف الذي يضع نصب عينيه حكومة وحدة وطنية جامعة، وثانيها رغبة من الطرفين المعارضين في عدم ترك الساحة وفي شكل خاص أمام القوات اللبنانية، وثالثها هو المساهمة في كل النقاش الذي سيدور حول قانون الانتخابات المقبلة وقول كلمتهم في الحكومة قبل قولها في مجلس النواب.

إن مشاركة الأطراف المسيحية المعارضة للعهد في حال حسمت في الحكومة، فإن مشكلات أخرى ستبرز تتعلق بالحقائب التي سيتولاها هؤلاء ليشتد الجدل على الحقائب السيادية والخدماتية في مرحلة يريد كل طرف فيها أن يبرهن لجمهوره انه باق إلى جانبه وان الثمن الذي دفعه في السياسة ولا سيما في الانتخابات الرئاسية سيحصله أضعافا مضاعفة من خلال خدمات وتوظيفات.

وبالإضافة إلى هذه الصورة المسيحية لا بد من استكمالها بصورة إسلامية ولا سيما عند الرئيس المكلف تنحو نحو إظهار أن الخط السياسي الذي ينتمي إليه ليس خطا يقتصر على المسلمين فقط، والدليل على ذلك النواب المسيحيون الذين ينتمون إلى كتلته. وبالتالي لا يمكن لهذه الصورة النيابية إلا أن يكون لها انعكاس وزاري بحيث أن الحصة الوزارية للرئيس المكلف يجب ألا تخلو من المسيحيين وهو أمر يتمسك به بشدة حتى الآن.

في الحكومة العتيدة ستكرس الثنائية الشيعية دورها في تسمية حصتها من الوزراء، وستحاول الثنائية المسيحية لعب هذا الدور، وإن نجحت سيكون الرئيس المكلف قد استُفرد في التأليف كمقدمة لما سيعاني منه بعد نيل الثقة وانطلاق العمل الحكومي.