تشهد الأسواق في العالم حالة من الترقب الشديد تحسباً لنتائج الانتخابات الأميركية التي باتت على الأبواب، كما تشهد قلقاً متزايداً من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب والتأثيرات المحتملة لذلك على الاقتصاد الأميركي وغيره من اقتصادات العالم، فيما أظهر أول استطلاع للرأي منذ شهور تفوق ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو ما يزيد من فرصه في الوصول الى البيت الأبيض.
وتُرجح العديد من التقارير أن يؤدي فوز ترامب بالرئاسة في الولايات المتحدة بأزمة اقتصادية عالمية جديدة، حيث يقول الخبير الاقتصادي من معهد “ماساشوسيتس” سيمون جونسون إن “فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سوف يتسبب على الأرجح بانهيار الأسواق وانزلاق العالم الى الركود”، بحسب ما تنقل جريدة “نيويورك تايمز”.
ويقول جونسون إن “سياسات ترامب المناهضة للتجارة سوف تتسبب بهبوط حاد في الاقتصاد”، مشبهاً تأثير فوز ترامب على الاقتصاد الأمريكي بتأثير تصويت البريطانيين قبل شهور بخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، وهو التصويت الذي أدى الى تراجع حاد في العديد من القطاعات الاقتصادية وتسبب أيضاً بهبوط كبير في سعر صرف الجنيه الاسترليني.
وحسب المقال الذي نشرته “نيويورك تايمز” فان البروفيسور جونسون يرى أن الاقتصاد الأوروبي الهش سوف ينزلق نحو “الركود الكامل” في حال فاز ترامب وسوف يتسبب تبعاً لذلك بمسلسل من الأزمات المصرفية، وإضافة الى ذلك فان اقتصادات الأسواق الناشئة والدول متدنية الدخل سوف تعاني من تحولات دراماتيكية بسبب سياسات ترامب.
وتقول “نيويورك تايمز” إنه على الرغم من أن توقعات جونسون تبدو وكأن فيها شيئاً من المغالاة والمبالغة، إلا أن أغلب الاقتصاديين والمحللين في “وول ستريت” يتوقعون هبوط الأسواق إذا فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية، بما في ذلك “سيتي غروب” و”غولدمان ساكس” وغيرهما من كبار المؤسسات الاستثمارية.
وتنقل “نيويورك تايمز” عن محلل أسواق المال في “ليندزي غروب” بيتر بوكفار قوله إن “ترامب يشبه علبة الشوكولا”، حيث لا أحد يعلم ما فيها ولا ما طعمها، مضيفاً: “لا أحد يعلم ما الذي سيحصل إذا فاز ترامب”، في الوقت الذي تؤكد فيه الصحيفة الأميركية وكاتب المقال أن الأسواق والمستثمرين لا يحبون عدم الاستقرار”، ولذلك فان العديد من المستثمرين والمحافظ سوف يختارون البيع فوراً والخروج من أسواق الأسهم إذا فاز ترامب ومن ثم يطرحون الأسئلة لاحقاً.
ويقول الكاتب في “نيويورك تايمز” أندرو سوركن إنه “في الحقيقة على الرغم من كل التخمينات فمن المستحيل التنبؤ كيف سيكون الاستقرار في الأسواق خلال فترة رئاسة ترامب، وسوف يأخذ المستثمرون وقتاً من أجل حساب كيف سياساته ستؤثر على الاقتصاد.
وكان “غولدمان ساكس” توقع أن تهوي عملة المكسيك “البيسو” بنسبة تصل الى 25% في حال فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية بسبب أن التبادل التجاري بين المكسيك والولايات المتحدة سيكون قد تعرض لضربة قوية، كما أن أسهم شركات التأمين يتوقع أن تهوي هي الأخرى في “وول ستريت” بسبب حالة الضبابية التي ستواجه مشروع “أوباما كير”، وهو المشروع الذي تستفيد منه شركات التأمين الصحي.