IMLebanon

“الحراك المدني” انتهى أيضاً..

civil-movement

 

 

كتبت صحيفة الأنباء” الكويتية:

العهد الجديد المنبثق من فراغ السنتين والقائم على معادلة عون- الحريري بمباركة حزب الله لم يعلن فقط نهاية الاصطفاف السياسي القائم منذ عشر سنوات على فريقي 8 و14 آذار، وإنما أعلن أيضا نهاية الحراك المدني الذي كانت له بصمات في الانتخابات البلدية وكان يتحضر للدخول على خط الانتخابات النيابية للتأثير فيها.

ولكن ما حصل أن استجماع الطبقة السياسية قواها واستنهاض نفسها ومصالحها مجددا وقدرتها على إقناع قواعدها الشعبية بالانعطافات الجديدة في الخيارات والتحالفات.

كل ذلك أدى إلى أن يكون الحراك المدني أحد ضحايا الوضع الجديد.

في هذا الإطار يقول عماد بزي أحد أبرز الناشطين في الحراك المدني إن الطبقة السياسية التي كادت تتفكك كليا في المرحلة الماضية، «قضــت على البذور التي زرعها المجتمع المدني والتي كان يتوقع أن تزهر في الانتخابات النيابية المقبلة» في ربيع عام 2017، مضيفا أنه «لا بديل حقيقيا يمكن الحديث عنه اليوم قادرا على مواجهة تكتل الطبقة السياسية من جديد»، مشيرا إلى أن «ضعف الحراك الذي كان قيد النمو، إضافة إلى كثرة أخطائه ودخول مجموعات انتهازية على الخط، كلها عوامل تضافرت وأدت إلى استحالة تحقيق أي نتيجة تذكر في أي مواجهة ديموقراطية مقبلة مع الطبقة السياسية التي أعادت إنتاج نفسها».

وتحدث بزي عن «عوامل متعددة تجعل الأفراد المحازبين يسارعون للالتفاف على زعمائهم عند كل منعطف، أبرزها الارتباط الخدماتي والارتباط الديني وشد العصب الحزبي».

واستطرد بأن «حالة التململ الشعبي تصل لأول مرة إلى مستويات مرتفعة في ظل الحالة الاقتصادية المزرية وتردي الأوضاع الاجتماعية»، مرجحا أن يظهر «الشرخ الحاصل في عدد من الأحزاب والتيارات وأبرزها تيار المستقبل في الانتخابات المقبلة، إلا إذا اعتمد قانون الستين الحالي وتحالف «المستقبل» مع «القوات» والتيار الوطني الحر».

ثم قال: «غير أن التحديات التي تواجه تيار المستقبل تبقى أكبر بكثير من تلك التي تواجه الأحزاب المسيحية التي تستطيع التأثير في جماهيرها من خلال الحديث عن الوحدة المسيحية وغطاء بكركي».

ويرد عبدو قاعي، الكاتب والباحث في علم الاجتماع، سبب التأقلم السريع للجماهير الحزبية مع الخيارات الجديدة لزعمائها، إلى أن «كل فرد ينتمي إلى مجموعة طائفية أو مذهبيـة يفضـل انتــماءه هــذا على انتمائه الوطني نظـرا لضعــف كــيان الدولــة، وضعف مؤسساتها والإدارات العامة».

ولفت إلى أنه «كلما حصل وفاق بين الزعامات الطائفية انسحب تلقائيا على المجموعات التي يديرها هؤلاء الزعماء».