Site icon IMLebanon

أفراح “المستقبل” بالتكليف… خجولة!

tayyar-futur-7

 

كتبت غسان ريفي في “السفير”: تنفس “تيار المستقبل” الصعداء، وعاد الى الشارع أمس بتجمعات ومواكب سيارة ابتهاجاً بتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة العهد العوني الأولى.. ومعظمها على الهواء مباشرة!

لحظة التكليف انتظرها “المستقبليون” حوالي ست سنوات، منذ إسقاط حكومة الحريري في مطلع عام 2011، وعانوا خلالها إحباطاً نتج بداية عن هجرة زعيمهم إلى الخارج، ثم تنامى بفعل الأزمة المالية التي انعكست على الموظفين والمؤسسات والمستفيدين وتضاعف بفعل المواقف السياسية التنازلية التي صنفها كثيرون في خانة الاسـتسلام والانهزام.

في الشكل، خرجت “العائلة المستقبلية” من إحباطها، وانتعشت حركتها في مختلف المناطق اللبنانية، من الطريق الجديدة، مروراً بجبيل وطرابلس وعكار، وصولاً الى البقاع الغربي وشبعا والعرقوب وغيرها من المناطق تعبيراً عن الفرح بعودة الحريري الى السلطة، حيث خرجت الأعلام الزرقاء ورفعت اللافتات وصور الرئيس المكلف التي كتب على بعضها “خيّ الكل” وذلك على غرار شعار “بيّ الكل” العماد ميشال عون.

بالأمس بذلت “المنسقيات الزرقاء” في كل المناطق اللبنانية مجهوداً كبيراً لكي تكون عند ثقة الأمين العام أحمد الحريري الذي طلب منها إظهار الفرح بمختلف صوره بتكليف الحريري تشكيل الحكومة، وذلك من أجل البدء في مسيرة استنهاض الشارع على وقع العودة الى السلطة التي غالباً ما تغري المناصرين لأي تيار انتموا، وقد تجاوزت هذه المنسقيات الشحّ المالي، وفتحت صناديقها لتأمين لزوم هذه الاحتفالات لا سيما على صعيد المفرقعات النارية.

وبدا واضحاً من خلال التجمعات والمواكب السيارة في مختلف المناطق، أن المشاركة اقتصرت على المنتسبين الى “تيار المستقبل” الذين جمعتهم انتخابات المندوبين يوم الأحد الفائت، من دون أن ينسحب ذلك على المواطنين العاديين لا سيما في المناطق التي كان التيار يعتبرها خزّانه الشعبي ورفدت في الماضي “ساحات الحرية” بمئات الآلاف من المواطنين.

ويشير ذلك الى أنّ الحريري وكل نوابه وقيادييه ومنسقيه وكوادره لا يزالون يحتاجون إلى جهد كبير من أجل مصالحة هذه الشرائح الشعبية التي ما تزال غاضبة أو عاتبة على التنازلات السياسية وعلى توقف الخدمات والمساعدات، وعلى صرف الموظفين، علماً أن بعض “جمهور المستقبل” في مختلف المناطق اللبنانية آثر الالتحاق بركب المتمردين على الحريري، أو أجلسهم الإحباط في منازلهم، وذلك بعدما فقدوا الأمل في إمكان عودة “التيار الأزرق” الى سابق عهده السياسي والخدمي والشعبي.

وفيما بدت التجمعات خجولة في بعض المناطق (10 أشخاص في أرض جلول معقل تيار المستقبل في العاصمة)، يقول قيادي “مستقبلي” بارز لـ“السفير” إنّ “تيار المستقبل” يولد اليوم من جديد، وما حصل اليوم هو خطوة أولى على صعيد استنهاض شارعه، متمنياً أن ينجح الحريري في تشكيل حكومته، لكي يعود الى الحكم، يخدم شعبه، ويرد بالتالي على كل من ظن أنه انتهى سياسياً.