أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أنّ الإنتخابات الرئاسية في لبنان لم تكن متعلقة لا بمفاوضات فيينا ولا في الحرب السورية كما ادعى البعض لأنّ الطرفين قالا إنّ الرئاسة شأن لبناني، مضيفاً: نحن في “حزب الله” ظُلمنا وإتُهمنا وتعرضنا للتجني كثيراً على مدى عامين ونصف العام، وتبيّن أنّه على طاولة المفاوضات النووية في فيينا لم يكن هناك أيّ شيء متعلق بلبنان بل فقط الملف النووي الإيراني وليس كما ادعى البعض أنّ الملف اللبناني حاضر.
نصرالله، وفي كلمة ألقاها خلال إحتفال تكريمي للقيادي الراحل مصطفى شحادة، قال: نحن لم نتخلف ولا للحظة واحدة عن ترشيح ودعم العماد ميشال عون للرئاسة، وأقول لمن اتهمنا إنّنا عطلنا الرئاسة لسنتين ونصف السنة لماذا لم يبادروا للانتهاء من الملف الرئاسي منذ البداية؟ لا تفاهم بيننا وبين عون ولا حتى صفقة رئاسية. كل ما بيننا وبين عون هي الثقة، فهو لا يتبع أحداً ويتمتع بالإستقلالية والمصداقية. ونحن مطمئنون لأنّ من يسكن قصر بعبدا اليوم شخصية “لا تُشرى ولا تباع” ولديه مبادئ وثوابت يمشي عليها.
وأضاف: الرئيس نبيه بري وعلى الرغم من موقفه الواضح لم يتهاون خلال جلسة انتخاب الرئيس وكان قد حضّر كلمة تهنئة وإفتتح جلسة القسم وبذلك فإنّه رجل دولة بامتياز وضمانة وطنية تحفظ الإستقرار. إنّ النائب سليمان فرنجية حليف يمكن إئتمانه على الوطن وشعبه وعلى المقاومة وهو التزم معنا منذ البداية على الرغم من الفرصة الذهبية التي حصل عليها بترشيح “تيار المستقبل” له الا إنّه غاب عن الجلسات التي غبنا عنها.
وإعتبر نصرالله أنّ الضمانة الحقيقية لقيام الدولة وتطور بنيتها ولعيش أفضل هي صدق الالتزام بين القوى السياسية في لبنان، داعياً الى أن يتعاطى الجميع بإيجابية مع العهد الجديد من أجل المحافظة على البلد ومعالجة أزماته.
وفي الملف الحكومي، توجه الأمين العام بتحية شكر وتقدير للرئيس تمام سلام الذي استطاع أن يدير الأزمة بأقل الخسائر الممكنة، وقال: لم نسم في كتلة “الوفاء للمقاومة” الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ولكنّنا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، ولبنان بحاجة الى حكومة وفاق وطني ووحدة وطنية والرئيس المكلف قال إنّه سيسعى بهذا الاتجاه وهذا موقف جيد لأنّ بلدنا بحاجة في هذه الظروف إلى حكومة من هذا النوع.
وأضاف نصرالله: إنّ “حزب الله” و”حركة أمل” لم تكن تقبل الدخول في أيّ حكومة لم يرضَ عنها “التيار الوطني الحر”، ومن حق بري على تكتل “التغيير والاصلاح” الا يشارك في حكومة لا تشارك فيها “حركة امل”، وإذا لم تُشارك “حركة أمل” في الحكومة فإنّ “حزب الله” لن يشارك فيها. من سهل التكليف حريص على التأليف، ولا احد يريد ان يعطل تأليف الحكومة والمطلوب الايجابية والتعاون والقناعة بعدم الاقصاء. ننتظر نتيجة المباحثات الحكومية ولن نوفر أيّ جهد في سبيل تشكيل هذه الحكومة ولكنّ المطلوب التعاون معنا بصدق وإيجابية، ونحن نريد لهذا العهد ان ينجح وان تؤلف الحكومة وتنجح.
وتابع: بلغنا في لبنان مستوى أمني جيد بفضل تضحيات الجيش والمقاومة ووعي الناس وهذا انجاز مهم، واللبنانيون أمام فرصة تاريخية لنحمي بلدنا ونتعاون في ما بيننا لنحل مشاكله.
الى ذلك، لفت نصرالله الى أنّ وعد بلفور أنشأ دولة إسرائيل لكنها لن تستطيع البقاء لأنها خارج إرادة الأمة، معتبراً انّ اعلان السعودية عن استهداف الجيش اليمني مكة المكرمة افتراء وكذب وتجن وأمر معيب، وقال: لقد كان في الادارة السورية السابقة من يسعى الى ان يكون هناك قتال بين الجيش السوري و”حزب الله”، لكنّنا صبرنا على كل التحديات التي واجهتنا لأنّنا كنا نعلم أنّ المستفيد الأول من أيّ ردة فعل هي إسرائيل.