IMLebanon

المشنوق: “الرئيس” عون هو غير “الجنرال” عون

nohad-al-mashnouk-new

اكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق انه لعب دوراً في دعم مبادرة رئيس تيار المستقبل، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، لإنهاء الفراغ الرئاسي، وقال في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” إن لبنان كان محتاجا لعملية “إنقاذ” وأشار إلى أن الرئيس الجديد ميشال عون ملتزم بحياد لبنان، وباتفاق الطائف، وأكد وجود فرق كبير بين عون زعيم التيار وعون الرئيس لكل اللبنانيين.

واعتبر المشنوق انه لا يوجد انتصار أو هزيمة لأي تيار سياسي، في السياسة لا يوجد انتصارات أو هزائم في مثل هذه القضايا. الانتصار الحقيقي هو للبنان كدولة استعادت نصابها الدستوري، أما تيار المستقبل فهدفه الأساسي كان ولا يزال وسيظل هو الحفاظ على لبنان وعلى وحدته وسيادته، ونظامه الدستوري واتفاق الطائف، ووصولنا إلى التوازن داخل المؤسسات الدستورية هو انتصار لمشروعنا.

نحن نعرف أن السياسة الإيرانية لم ولن تكون جزءًا من الاستقرار؛ فالسياسة الإيرانية في المنطقة “مبتكرة” في تحقيق عدم الاستقرار والدفع نحو الانقسامات بين الشعوب التي تعمل داخل دولها، وهذا ما نشهده في سوريا واليمن والعراق وسوريا. هذا تماما على عكس السياسة السعودية التي تعتبر جزءًا من الاستقرار في معظم الدول التي تحتاج إلى دعمها. وحيث تكون المملكة العربية السعودية حاضرة نجد مشروع استقرار ومسعى للإجماع. في هذا السياق، كانت زيارة الموفد السعودي الوزير ثامر السبهان أكبر دليل على اهتمام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على الاستقرار في لبنان. فقد اجتمع الوزير السبهان مع عشرات الشخصيات السياسية في لبنان قبل الاستحقاق الرئاسي، واجتمع بهم، ولم يسمع أحد منه كلاما خارج سياق الدولة ولمّ الشمل. وهو قام بمشاورات موسعة نجحت في التأسيس لعودة العلاقات اللبنانية – السعودية إلى طبيعتها السابقة.

وعن التزام الرئيس ميشال عون بورقة تفاهم مع “حزب الله”، قال: ورقة التفاهم هي التزام وقعه التيار الوطني الحر مع “حزب الله”، وليست ورقة تفاهم بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين “حزب الله”. اليوم ميشال عون هو رئيس للجمهورية اللبنانية، وليس رئيس حزب. وبالتالي دوره أن يسعى للجمع بين اللبنانيين وليس التفريق بينهم. وعلينا أن نفرق من اليوم وصاعدا بين الجنرال ميشال عون، وبين الرئيس ميشال عون.

ولفت المشنوق الى ان حراك الرئيس الحريري كان لتسويق فكرة انتخاب عون، والحصول على ضمانات بألا يُترك لبنان وحيدًا إن تم انتخابه. وقد لاقى الحريري تجاوبًا كبيرًا في فرنسا وروسيا، مع وعود في المجالين الاقتصادي والسياسي بالحشد لدعم دولي. وبالطبع السعودية جزء من هذا الدعم، تمثل ذلك في اتصال أجراه خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، لتهنئة الرئيس عون. وقبلها زيارة الوزير السبهان قبيل الانتخابات بيومين. وهو دليل قبول بما اتفقت عليه الأحزاب الرئيسية في لبنان؛ لأن السعودية حريصة دومًا على استقرار لبنان وسلامته. وأتوقع أن تشهد العلاقة اللبنانية – السعودية تطورًا كبيرًا؛ فالجميع باتوا مدعوين إلى تشجيع الرئيس عون لتطبيق ما جاء في خطاب القسم. أما الفرنسيون فقد وعدوا بأن يعملوا على مؤتمر “باريس – 4” لدعم لبنان، خلال أشهر قليلة.

وأضاف: موقف الخارجية الأميركية من انتخاب الرئيس عون لا أرى فيه أي جديد أو غير تقليدي. الاستثناء الوحيد هو الترحيب، رغم كل الاتهامات التي وجهت إلى الرئيس عون. فالدبلوماسية الأميركية تعرف أن الرئيس عون هو غير الجنرال عون، والدليل مرة أخرى خطابه. أما التذكير بموقفها تجاه “حزب الله” كمنظمة إرهابية فهو تذكير تقليدي في السياسة الخارجية الأميركية. ولبنان لا يستطيع أن يوافق المجتمع الدولي على اتهام مجموعة لبنانية كاملة، لها فريق سياسي لبناني كامل، ومنتخب، كمنظمة إرهابية.

وعن العلاقة مع الرئيس نبيه بري وحركة أمل، ردّ المشنوق: على الصعيد الشخصي، عادت الأمور إلى سابق عهدها، والدليل أن بري سمى الحريري في الاستشارات النيابية. أكرر هنا: نحن لا نتخلى عن الرئيس بري. وما فيه من لبنانية وعروبة ليستا موضع نقاش أو انقسام، وبالتالي خيارنا هو التفاهم معه بشكل دائم، أما المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة فهي مفاوضات عادية وتقليدية، وهي حرب حقائب، وليست حرب مبادئ، لكن هناك قوة اندفاع نحو تشكيل حكومة بسرعة، وأظن أنها ستتشكل في غضون أسابيع قليلة.

وأنا هنا أتفهم موقف بري الذي استاء من حصول الاتفاق بين عون والحريري من دون علمه.. فلو كانت المفاوضات علنية حينها لكانت تحولت إلى اشتباك. فدخول عشرات القوى السياسية إليها لكانت ستحولها إلى حرب داحس والغبراء، والرئيس بري أخذ وقته لكي يثق ويصدق بأن قواعد الاتفاق ليست تفصيلية ولا وزارية ولا وظائفية، بل هي اتفاق عريض يتعلق بسلامة لبنان وتقدمه.

واعتبر ان أهم تحديات العهد الجديد هي تنموية واقتصادية. فهناك امتحان كبير أمام العهد الجديد في مسألة الخدمات التي يحتاج إليها الناس، من كهرباء وطرقات ومعالجة أزمة النفايات التي باتت جزءًا من هوس اللبنانيين رغم حلها مرحليًا.