IMLebanon

“أميركا الجديدة” بمقاربات مختلفة لملفات الشرق

clinton-trump1

 

 

أكدت مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية” ان أيا كانت الجهة التي ستنتصر في الانتخابات الاميركية، فانها ستحمل معها تصورا جديدا للشرق الاوسط وأزماته. واذا كان التبدل في المقاربات الاميركية سيبدو جليا اذا آل البيت الابيض الى “الجمهوريين” عبر نجاح مرشحهم دونالد ترامب، فان المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، وإن كانت من “حزب” الرئيس باراك أوباما، الا انها ستضع خططا أميركية جديدة لسياسات بلادها في الشرق، مغايرة لنهج “الانكفاء” الذي اعتمده سلفها، ان هي تسلمت مقاليد الحكم في واشنطن.

في الاثناء، تعيش حلب “مراوحة” على صعيد التطورات في الميدان، يحاول فيها الجيش النظامي لكن أيضا الفصائل المعارضة، تحقيق تقدّم على الارض يمكن ان تضعه في مرحلة المفاوضات المقبلة بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، على الطاولة، لتحسين موقعها وشروطها في التسوية السياسية المرتقبة.

وتدل أرقام القتلى الذين يسقطون في الميدان السوري من العناصر الاجانب الذين يقاتلون الى جانب النظام السوري الى ان مرحلة التسويات قد لا تتأخر كثيرا، وفق المصادر حيث تذكّر بإعلان اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، السبت، أن “آلافا من أفراد حزب الله اللبناني سقطوا في سوريا، وإن عدد قتلاه يفوق قتلى الإيرانيين هناك”، وذلك بعد يوم من الإعلان عن مقتل سبعة عناصر من حزب الله في معارك مدينة حلب، علما ان شهر تشرين الأول الماضي وحده، سجّل مقتل 31 من حزب الله في سوريا، من بينهم قياديون. أما خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة، فقتل 312 إيرانيا في معارك سوريا، بينما تقول بعض التقديرات إن إيران فقدت 1300 عسكري في سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011.

أما في اليمن، فالستاتيكو سيّد النزاع أيضا وسط تعثر في مسار الحلّ السياسي. غير ان ارتفاع منسوب الخلافات بين الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة والحوثيين من جهة أخرى على خلفية تأخر إعلان الحكومة التي كُلف قيادي في حزب صالح، بتشكيلها، قد ينعكس تشرذما في جبهة هؤلاء يساعد في وضع قطار التسوية على السكة في المرحلة المقبلة.

وبالانتقال الى الميدان العراقي وتحديدا الى معركة استعادة الموصل من يد “داعش”، فان أي خرق عسكري لافت لم يتحقق بعد، وسط غياب الجواب الشافي لسؤال “من سيملأ فراغ “تنظيم الدولة” في الموصل”. فالاتراك والاكراد لن يقبلوا بسقوط الموصل وكركوك، المدينتين السنيتين الغنيتين بالنفط، تحت سيطرة قوى الحشد الشعبي المدعومة من ايران والتي تقاتل في العراق اليوم، وهو ما أكده صفوي الذي لفت الى أن اللواء الإيراني قاسم سليماني هو من اقترح على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تشكيل قوات الحشد الشعبي لقتال تنظيم الدولة، لأن “الجيش النظامي غير قادر على مواجهته”. وكل هذه الاعتبارات تجعل الحسم في معركة الموصل مؤجلا وترفع عقبات على طريق تحريرها.

المنطقة كلها وملفاتها الشائكة، تتقلب على نار الانتظار الثقيل والمكلف بشريا وسياسيا ومادياً الى حين استلام الادارة الاميركية الجديدة مسؤولياتها في واشنطن، تختم المصادر.